القليوبية تستعد لإطلاق أكبر مشروع لتحويل القمامة إلى كهرباء: 2000 طن مخلفات يوميًا و62 ميجاوات طاقة نظيفة

في خطوة غير مسبوقة نحو تحقيق التنمية المستدامة وتحويل التحديات البيئية إلى فرص اقتصادية واعدة، ناقش المهندس أيمن عطية، محافظ القليوبية، اليوم، تنفيذ مشروع عملاق يهدف إلى إنشاء محطة متكاملة لتوليد الكهرباء من المخلفات الصلبة، بطاقة إنتاجية تصل إلى 62 ميجاوات/ساعة، من خلال معالجة نحو 2000 طن قمامة يوميًا. يأتي ذلك في إطار رؤية الدولة المصرية 2030 الهادفة إلى تعزيز التحول نحو الاقتصاد الأخضر وتقليل الانبعاثات الكربونية.
وشهد الاجتماع حضور ممثلي إحدى الشركات العالمية المتخصصة في تدوير المخلفات وإنتاج الطاقة، إلى جانب المهندس حسام الدين إمام، رئيس مجلس إدارة شركة نهضة مصر، والدكتورة إيمان ريان نائب المحافظ، والدكتور محمد فوزي معاون المحافظ للمشروعات والاستثمار، والدكتور إيهاب سراج الدين السكرتير العام، حيث تم استعراض العرض الفني والتقني المقترح لتنفيذ المشروع خلال مدة لا تتجاوز ثلاث سنوات.
وأوضح المحافظ أن المشروع لا يمثل مجرد حل لمشكلة القمامة، بل يعد نقلة نوعية في فكر إدارة المخلفات داخل محافظة القليوبية، مشيرًا إلى أنه يجمع بين البعدين البيئي والاقتصادي في آن واحد، إذ سيسهم في القضاء على التراكمات التاريخية للمخلفات التي تزعج المواطنين، وفي الوقت نفسه سيحولها إلى مصدر دائم للطاقة الكهربائية.
وأكد أن أكثر من 54 ميجاوات من الطاقة المنتجة سيتم ربطها مباشرة بالشبكة القومية للكهرباء، بما يتيح دعم المناطق الصناعية في المحافظة التي تعاني من احتياجات كهربائية مرتفعة، خاصة المصانع العاملة في مجالات الحديد والمسابك والصناعات الثقيلة. كما سيعمل المشروع على تحسين استقرار الشبكة داخل نطاق القليوبية وتقليل الضغط على مصادر الطاقة التقليدية.
وأشار المهندس أيمن عطية إلى أن هذا المشروع يأتي ضمن خطة متكاملة تتبناها المحافظة بالتعاون مع وزارتي التنمية المحلية والبيئة، لتطوير منظومة إدارة المخلفات وتحويلها إلى مصدر دخل مستدام، موضحًا أن المحافظة تعمل في الوقت ذاته على رفع كفاءة مصانع تدوير القمامة بالمراكز والمدن، لضمان التكامل بين جميع مراحل إدارة المخلفات من الجمع وحتى التدوير والطاقة.
وأضاف المحافظ أن مثل هذه المشروعات تمثل قيمة مضافة على عدة مستويات، فهي تساهم في تقليل الاعتماد على المدافن الصحية التي تستهلك مساحات كبيرة من الأراضي، وتقلل من الانبعاثات الضارة الناتجة عن التحلل العضوي للمخلفات، إلى جانب دعم توجه الدولة في الاعتماد على الطاقة النظيفة والمتجددة بدلاً من الوقود الأحفوري المكلف والملوث للبيئة.
كما لفت إلى أن المشروع سيوفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لمئات الشباب، سواء في مراحل الإنشاء أو التشغيل أو النقل والتدوير، مما يعزز التنمية الاقتصادية والاجتماعية داخل القليوبية.
وأكد المحافظ في ختام الاجتماع أن المحافظة لن تدخر جهدًا في تقديم كل أوجه الدعم والتسهيلات للمستثمرين الجادين في هذا المجال الحيوي، مشيرًا إلى أن التحول نحو إدارة حديثة ومستدامة للمخلفات أصبح ضرورة ملحة وليس خيارًا، لما يمثله من محور رئيسي لتحسين جودة الحياة في المدن والقرى، ورفع كفاءة الخدمات العامة، وتحقيق بيئة نظيفة وآمنة للأجيال القادمة.
وأوضح أن المشروع الجديد يجسد رؤية الدولة في أن “القمامة ليست عبئًا بل موردًا اقتصاديًا يمكن أن يتحول إلى طاقة، وفرص عمل، وتنمية حقيقية”، مؤكدًا أن القليوبية ستكون من أولى المحافظات التي تطبق هذا المفهوم على أرض الواقع، لتصبح نموذجًا يحتذى به في تحويل التحديات البيئية إلى فرص تنموية مستدامة.

Exit mobile version