خلافات أسرية تزهق حياة شاب بكفر شكر بعد تناوله قرص غلة

في قرية تصفا التابعة لمركز كفر شكر بمحافظة القليوبية، انتهت حياة شاب صغير في مقتبل العمر، بطريقة مأساوية بعد أن تناول قرص غلة إثر خلافات أسرية، ليترك وراءه ألمًا وحزنًا لعائلته ومجتمعه. الشاب، البالغ من العمر 19 عامًا، كان يعتقد أن الحل في هذه اللحظة من الانهيار النفسي يكمن في الهروب من المشاكل، لكنه لم يكن يدرك أن الحياة ثمينة جدًا وأن كل مشكلة قابلة للحل بالدعم والمساعدة.
تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القليوبية إخطارًا بوصول الشاب إلى مستشفى كفر شكر التخصصي في حالة حرجة، قبل أن يتم نقله إلى مركز السموم بمستشفى بنها الجامعي، حيث فارق الحياة فور محاولات إنقاذه. تم نقل الجثمان إلى مشرحة مستشفى بنها التعليمي، وتولت النيابة العامة التحقيق في ملابسات الواقعة، مع تكليف إدارة البحث الجنائي بالتحري عن ظروف الحادث تحت إشراف اللواء محمد السيد.
الحادثة المأساوية هذه تضعنا أمام حقيقة صادمة ومؤلمة: الكثير من الشباب يواجهون ضغوطًا نفسية أو خلافات أسرية أو اجتماعية، وقد يصل بهم شعور الإحباط إلى التفكير في الانتحار كحل سريع للهروب من الألم، دون أن يدركوا أن كل حياة لها قيمة وأن طلب الدعم ليس ضعفًا، بل خطوة شجاعة نحو الخروج من الأزمة.
الخبراء النفسيون يؤكدون أن الأزمات والمشاكل مهما كانت صعبة يمكن تجاوزها بالدعم الأسري والمجتمعي، أو عبر الاستعانة بخبراء الصحة النفسية. الانتحار ليس الحل، بل هو فقدان دائم للفرص التي لم يكتشفها الشاب أو الشخص الذي يفكر في إنهاء حياته.
على كل واحد منا أن يدرك أن الكلمات الطيبة، الاستماع، والاهتمام بالآخرين يمكن أن تنقذ حياة شخص في لحظة ضعف. وأن الدعم النفسي والمساعدة المهنية يمكن أن تكون الفارق بين الحياة والموت.
هذه الواقعة هي نداء لكل مجتمع: لنتحدث مع بعضنا، لنستمع، ولنمتد يد العون لمن يشعر باليأس أو الإحباط. الحياة قصيرة لكنها ثمينة، وكل لحظة فيها تستحق أن نحياها ونواجه تحدياتها، مهما كانت صعبة.

Exit mobile version