رسالة حاسمة من محافظ القليوبية: المدرسة قدسية وليست ساحة شجار

شهدت محافظة القليوبية خلال الأيام الماضية واقعة أثارت جدلًا واسعًا، بعدما تحولت إحدى مدارس المرحلة الثانوية التابعة لإدارة قليوب التعليمية إلى ساحة شجار بين معلمي مادة التاريخ، وهو ما اعتبرته الأجهزة التنفيذية أمرًا خطيرًا يمس جوهر العملية التعليمية ويمثل تهديدًا لهيبة المدرسة كمؤسسة تربوية.

وبعد التحقيقات الأولية، أصدر المهندس أيمن عطية، محافظ القليوبية، قرارًا بإقالة مدير إدارة قليوب التعليمية ومديرة المدرسة محل الواقعة، مؤكدًا أن التهاون أو اللجوء للحلول الودية في مثل هذه القضايا لا يليق بقيادة تعليمية يفترض أن تكون قدوة في الانضباط والالتزام.

المدرسة ليست جدرانًا للتعليم فقط

وقال المحافظ في بيانه إن المدرسة ليست مجرد مكان يتلقى فيه الطلاب الدروس، بل هي مؤسسة تربوية لها قدسية ورمزية، مشددًا على أن السماح بمثل هذه التجاوزات قد يفتح الباب أمام ظواهر أكثر خطورة، كاعتداء الطلاب على معلميهم أو فقدان المعلم لقيمته كقدوة أمام أبنائه.

وأكد أن الاكتفاء بتدخل بعض الشخصيات العامة لعقد صلح عرفي بين المعلمين المتشاجرين يُعد صورة من صور التراخي، وهو ما جعل المسؤولين عن الإدارة والمدرسة غير جديرين بالاستمرار في مواقعهم.

رسالة لأولياء الأمور والمجتمع

وشدد عطية على أن حماية العملية التعليمية ليست مسؤولية الدولة وحدها، بل مسؤولية جماعية يشارك فيها أولياء الأمور والمجتمع ككل، موضحًا أن التعليم هو أساس بناء الإنسان المصري، وأن أي مساس بهيبته يضر بالمجتمع بأسره.

وأشار إلى أن التحقيقات ما زالت مستمرة أمام الجهات القضائية والرقابية المختصة، وأنه لن يتم التهاون مع أي تقصير داخل المؤسسات التعليمية، أيا كان موقع المتسبب فيه.

قرار يحمل دلالة أبعد من الواقعة

يرى متابعون أن قرار محافظ القليوبية يحمل رسالة قوية، مفادها أن الانضباط داخل المدارس ليس خيارًا بل واجبًا، وأن أي إخلال بمكانة المعلم أو قدسية المدرسة سيواجه بإجراءات صارمة. كما يعكس القرار توجهًا رسميًا نحو إعادة الانضباط للمؤسسات التعليمية، وعدم الاكتفاء بالحلول الودية التي تضعف هيبة المعلم وتفقد المدرسة دورها التربوي.

بناء الإنسان يبدأ من المدرسة

واختتم المحافظ بيانه برسالة واضحة: “هيبة العملية التعليمية والتربوية أمانة لن نتهاون فيها، وسنتابع بشكل مستمر كافة المدارس والإدارات التعليمية للتأكد من سير العمل بجدية، ولن نسمح بأي تجاوز أو تقصير”.

بهذا القرار، تؤكد محافظة القليوبية أن بناء الإنسان المصري يبدأ من المدرسة، وأن الحفاظ على قدسية العملية التربوية هو خط أحمر، لا يقبل المساومة ولا التهاون.

Exit mobile version