
شهد طريق شبرا بنها الحر بمحافظة القليوبية صباح اليوم الجمعة واحدة من أكثر الحوادث المأساوية التي هزت الشارع المصري خلال الساعات الماضية، بعدما لقي ثلاثة أشخاص مصرعهم وأصيب أربعة آخرون من أسرة واحدة، جميعهم من محافظة البحيرة، إثر اصطدام سيارة ملاكي بالرصيف الجانبي للطريق بعد اختلال عجلة القيادة في يد السائق.
الواقعة لم تكن مجرد حادث مروري عابر، بل مشهدًا صادمًا يختصر لحظات مأساوية عاشها ركاب السيارة قبل أن تتحول رحلتهم إلى فاجعة أليمة.
بداية الرحلة.. فرحة تنقلب إلى مأساة
وفقًا لمصادر أمنية، كانت الأسرة تستقل سيارة ملاكي في طريقها إلى القاهرة صباح الجمعة لقضاء عطلة نهاية الأسبوع، وسط أجواء من الضحك والأحاديث العائلية، قبل أن تتحول اللحظات السعيدة إلى كارثة خلال ثوانٍ معدودة.
فبينما كانت السيارة تسير بسرعة مرتفعة على الطريق الحر، فقد السائق السيطرة على عجلة القيادة بالقرب من الكارتة في اتجاه الطريق الدائري، لتصطدم السيارة بعنف بالرصيف الجانبي، مما أدى إلى تهشمها بالكامل وتحطم مقدمتها بشكل شبه كامل.
تحرك أمني وإسعافي عاجل
تلقى اللواء أشرف جاب الله مدير أمن القليوبية، إخطارًا عاجلًا من اللواء محمد البطوطي مدير الإدارة العامة للمرور، يفيد بوقوع حادث مروع على طريق شبرا بنها الحر ووجود ضحايا ومصابين.
وعلى الفور، انتقلت قوة أمنية بقيادة العميد محمود علام مدير مباحث المرور، وعدد من سيارات الإسعاف بقيادة الدكتور محمد عبدالعال مدير فرع هيئة الإسعاف بالقليوبية، إلى موقع الحادث، حيث جرى فرض كردون أمني ورفع آثار التصادم وإعادة الحركة المرورية إلى طبيعتها بعد توقف دام أكثر من نصف ساعة.
مأساة إنسانية على جانب الطريق
عند وصول قوات الإنقاذ والإسعاف، كانت المشاهد صادمة. السيارة تحولت إلى كومة من الحديد، والضحايا متناثرين داخلها، فيما علت صرخات الأطفال المصابين طلبًا للنجدة.
الفرق الطبية بذلت جهودًا مكثفة لإنقاذ المصابين الذين كانوا في حالة حرجة، وتم نقلهم على الفور إلى مستشفى قليوب التخصصي لتلقي العلاج، بينما تم نقل الجثامين إلى المشرحة تحت تصرف النيابة العامة.
أسماء الضحايا والمصابين
أسفر الحادث عن وفاة كل من فارس محمود ربيع (13 عامًا)، وربيع محمود ربيع (38 عامًا)، ومنار خليفة (28 عامًا).
فيما أصيب كل من خالد ربيع محمود (11 عامًا) مصابًا بنزيف بالمخ وكسر بالساعد الأيسر، وكنزي ربيع محمود (7 سنوات) في غيبوبة تامة وتخضع للإنعاش الرئوي، ورحاب رفاعي عبدالعال (38 عامًا) مصابة بجروح وكدمات متفرقة، وصبح محمد السيد (23 عامًا) مصابًا باشتباه كسر بالفقرة العنقية.
تحقيقات النيابة تكشف التفاصيل
باشرت النيابة العامة التحقيقات، وأمرت بانتداب الطبيب الشرعي لتشريح الجثامين وبيان أسباب الوفاة، كما كلفت رجال المباحث بإعداد تقرير شامل حول ملابسات الحادث، والتأكد من عدم وجود شبهة جنائية.
كما طلبت النيابة تحليل عينة من دم السائق المتوفى لمعرفة ما إذا كان تحت تأثير أي مواد مخدرة، ووجهت بتفريغ كاميرات المراقبة الموجودة على الطريق لرصد لحظة وقوع الحادث وتحديد السرعة التي كانت تسير بها السيارة.
طريق شبرا بنها.. شريان سريع تحول إلى مصدر خطر
طريق شبرا بنها الحر الذي كان يُفترض أن يكون أحد أهم الشرايين المرورية الآمنة لربط القاهرة بمحافظات الدلتا، أصبح في الآونة الأخيرة محورًا يشهد العديد من الحوادث بسبب السرعة الزائدة وعدم الالتزام بالحارات المرورية، إضافة إلى استخدام بعض السائقين للهواتف المحمولة أثناء القيادة.
وأكد مصدر مروري مسؤول أن الطريق مزود بعشرات اللافتات التحذيرية والرادارات، إلا أن بعض السائقين لا يلتزمون بالسرعات المقررة، مما يتسبب في كوارث مأساوية كتلك التي شهدناها اليوم.
مطالب بتشديد الرقابة وتكثيف التوعية
من جانبهم، طالب عدد من الأهالي ورواد مواقع التواصل الاجتماعي عبر هاشتاج “#طريق_الموت_شبرا_بنها” بضرورة تشديد الرقابة المرورية على الطريق، وزيادة عدد الدوريات الثابتة والمتحركة، إلى جانب إطلاق حملات توعية مستمرة حول مخاطر السرعة الزائدة خاصة على الطرق الحرة.
وأشار بعض الناشطين إلى أن إنقاذ الأرواح لا يتطلب فقط وجود كاميرات أو رادارات، بل أيضًا نشر ثقافة القيادة الآمنة واحترام الطريق.
ختامًا
تحولت رحلة قصيرة لأسرة من البحيرة إلى مأساة إنسانية مؤلمة على طريق شبرا بنها الحر، لتكون جرس إنذار جديدًا يدق بقوة حول خطورة الاستهتار بالسرعة الزائدة وعدم الالتزام بقواعد المرور.
ويبقى السؤال الذي يتردد على ألسنة الجميع: إلى متى ستظل الطرق السريعة ساحات للحوادث القاتلة، ومتى يتحول الوعي المروري من شعارات إلى سلوك حقيقي يحفظ الأرواح؟