مأساة شبرا الخيمة.. العثور على جثمان الطفل “سليم محمد” داخل شبكة الصرف بعد يوم من اختفائه والأهالي يطالبون بمحاسبة المقصرين

تمكنت الأجهزة الأمنية بمحافظة القليوبية من فك لغز اختفاء الطفل سليم محمد عبد الباسط، المعروف إعلاميًا بـ “صغير شبرا الخيمة”، بعد جهود مكثفة استمرت على مدار يوم كامل، حيث تم العثور على جثمانه داخل غرفة صرف صحي رئيسية بمنطقة إسكو بشبرا الخيمة، في واقعة هزّت مشاعر الأهالي وأثارت موجة من الحزن عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
تفاصيل الواقعة
البداية كانت عندما تلقى قسم شرطة شبرا الخيمة بلاغًا من أسرة الطفل يفيد بتغيبه عن المنزل في ظروف غامضة، حيث خرج للعب بالقرب من منزله ولم يعد. وعلى الفور، انتقلت فرق البحث إلى موقع البلاغ، وبدأت عمليات تمشيط واسعة في الشوارع والمناطق المحيطة، مع فحص كاميرات المراقبة ومحاولة تتبع خط سير الطفل منذ لحظة خروجه.
وخلال الساعات الأولى من البحث، ظهرت مؤشرات أولية ترجح سقوط الطفل في إحدى البلاعات المفتوحة بالمنطقة، ما استدعى تدخل قوات الإنقاذ والدفاع المدني التي استخدمت معدات متخصصة وغواصين للبحث داخل شبكات الصرف الصحي، في مشهدٍ مؤلم تابعه الأهالي بعيون دامعة وأملٍ ضعيف في العثور عليه حيًّا.
العثور على الجثمان
وبعد ساعات طويلة من الجهود المتواصلة، تمكنت فرق البحث من تحديد موقع الجثمان داخل غرفة صرف رئيسية متصلة بالموقع الذي شهد البلاغ. وتم انتشاله بحرص شديد، ونُقل إلى المستشفى تمهيدًا لاتخاذ الإجراءات القانونية والطبية اللازمة، فيما انتقلت النيابة العامة لمعاينة المكان وبدء التحقيقات الرسمية في الواقعة.
التحقيقات الأولية
ووفقًا لمصدر أمني، فإن المعاينة المبدئية لم تكشف وجود آثار تدل على عنف أو اعتداء، مرجحًا أن يكون الحادث وقع نتيجة سقوط عرضي داخل إحدى الفتحات غير المغطاة بشبكة الصرف الصحي. ومع ذلك، تواصل الأجهزة الأمنية جهودها لاستكمال الفحص الفني وتحليل كاميرات المراقبة القريبة؛ للتأكد من عدم وجود شبهة جنائية.
حزن واسع ومطالب بالمحاسبة
أثار نبأ العثور على جثمان “صغير شبرا الخيمة” حالة من الحزن الشديد بين أهالي المنطقة، الذين طالبوا بسرعة محاسبة المسؤولين عن ترك البلاعات مفتوحة دون تأمينها، مؤكدين أن الواقعة كشفت عن تقصير جسيم في إجراءات السلامة العامة، خاصة في المناطق السكنية المكتظة بالأطفال.
كما تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع الحادث بشكل واسع، معبرين عن صدمتهم وتعاطفهم الشديد مع أسرة الطفل، ودشنوا وسومًا تحمل اسمه للمطالبة بمحاسبة كل من يثبت تقصيره، حتى لا تتكرر مثل هذه المآسي.
تحرك رسمي متوقع
من جانبها، وجهت الجهات التنفيذية في محافظة القليوبية بسرعة مراجعة وتغطية جميع فتحات الصرف الصحي المكشوفة، والتأكد من سلامة الشبكات في المناطق السكنية، منعًا لتكرار الحوادث المماثلة. كما يجري التنسيق مع شركة مياه الشرب والصرف الصحي لرفع كفاءة الشبكة في منطقة إسكو ومحيطها.
وتواصل النيابة العامة التحقيق في الواقعة لكشف ملابساتها الكاملة، بينما شيّع الأهالي الطفل في جنازة مهيبة تحوّلت إلى مظاهرة حزينة ضد الإهمال، داعين الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن تكون وفاته جرس إنذار لكل من يستهين بأرواح الأبرياء.

Exit mobile version