
شهد المهندس أيمن عطية، محافظ القليوبية، والدكتور ناصر الجيزاوي، رئيس جامعة بنها، الندوة التثقيفية التي نظمتها الجامعة بمناسبة مرور 52 عامًا على انتصارات حرب السادس من أكتوبر المجيدة عام 1973، تحت عنوان “يوم العزة والكرامة”، بحضور اللواء أركان حرب الدكتور سمير فرج، مدير إدارة الشؤون المعنوية الأسبق والخبير الاستراتيجي العسكري.
جاءت الندوة بحضور الدكتورة جيهان عبد الهادي، نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، وعدد من القيادات الأمنية والتنفيذية والدينية بالمحافظة، وعمداء ووكلاء الكليات، ومدير إدارة التربية العسكرية، ومنسق عام الأنشطة الطلابية، والأمناء المساعدين، وأعضاء هيئة التدريس والطلاب.
وخلال كلمته، وجّه محافظ القليوبية الشكر لجامعة بنها على الدعوة الكريمة، مهنئًا شعب القليوبية وأبناء الجامعة بذكرى أكتوبر المجيدة، مؤكدًا أن هذا الشهر يمثل روحًا وطنية متجذّرة في وجدان الشعب المصري الذي يضع حب الوطن في المرتبة الثانية بعد الإيمان بالله.
وأشار إلى أن ذكرى أكتوبر هذا العام تأتي في ظل ظروف إقليمية دقيقة، حيث يقف الشعب المصري داعمًا لشعب غزة الصامد، تنفيذًا لرؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي في الحفاظ على الأمن القومي المصري ومساندة الأشقاء العرب.
وأكد المحافظ أن نصر أكتوبر لم يكن وليد الصدفة، بل ثمرة تخطيط استراتيجي دقيق وجهد منظم لقواتنا المسلحة الباسلة، التي حققت انتصارًا تاريخيًا سيظل مصدر فخر للأجيال القادمة.
ووجّه المحافظ رسالة إلى الطلاب دعاهم فيها إلى دعم مؤسسات الدولة، والاصطفاف خلف القوات المسلحة والشرطة لاستكمال مسيرة التنمية، مشيدًا بالنهضة التنموية التي تشهدها الدولة المصرية من مدن جديدة ومشروعات عملاقة شُيّدت بسواعد الشباب المصري الواعي.
واختتم المهندس أيمن عطية كلمته بالتأكيد على أن ذكرى أكتوبر ستظل رمزًا للعطاء والانتماء، داعيًا الشباب إلى الوعي بالأحداث الجارية والمساهمة الفعالة في تعمير وتنمية سيناء، باعتبارها مستقبلًا مشرقًا للوطن.
وفي كلمته، أكد الدكتور ناصر الجيزاوي رئيس جامعة بنها، أن حرب أكتوبر ستظل صفحة مضيئة في تاريخ مصر الحديث، إذ أعادت للأمة العربية كرامتها، وأثبتت أن الإرادة القوية والتخطيط الدقيق قادران على تحقيق النصر مهما كانت التحديات.
وأشار إلى أن الجيش المصري الباسل قدّم ملحمة خالدة جسّدت وحدة الشعب والجيش، وأثبتت أن مصر لا تعرف الهزيمة، مشددًا على أن القوات المسلحة كانت ولا تزال الدرع الواقي للوطن وسنده القوي في مواجهة الإرهاب وحماية الأمن القومي.
وثمّن “الجيزاوي” دور الرئيس عبد الفتاح السيسي في بناء دولة قوية حديثة، وتبنيه رؤية استراتيجية شاملة لتحقيق التنمية الشاملة وتعزيز قدرات الدولة في المجالات العسكرية والاقتصادية والاجتماعية، من خلال مشروعات قومية كبرى مثل العاصمة الإدارية الجديدة ومبادرة “حياة كريمة”.
وخاطب رئيس الجامعة الطلاب قائلاً: “أنتم أمل الوطن وسنده، فمصر لا تُبنى إلا بسواعد أبنائها ووعيهم، ولن نحافظ على مكتسباتنا إلا بوحدتنا وانتمائنا الصادق لوطننا.”
كما ألقى اللواء الدكتور سمير فرج محاضرة بعنوان “من نصر العبور إلى الحاضر والتحديات”، استعرض خلالها مسيرة التحول من نكسة 1967 إلى نصر 1973، مشيرًا إلى بطولات القوات المسلحة خلال حرب الاستنزاف، وتدمير المدمرة “إيلات” والغواصة “دافار”، حتى عبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف، وصولاً إلى معركة المنصورة الجوية الخالدة.
وأكد فرج أن الخداع الاستراتيجي كان أحد أهم أسباب النصر، من خلال اختيار توقيت الهجوم في يوم عيد الغفران وشهر رمضان، مشيرًا إلى أن تلك الخطط أربكت العدو وأفقدته توازنه. كما تطرق إلى الأوضاع الراهنة في المنطقة ودور مصر الداعم لفلسطين ورفضها القاطع لتهجير الفلسطينيين، ودورها في إعادة إعمار غزة.
من جانبها، أكدت الدكتورة جيهان عبد الهادي أن تنظيم الندوة يأتي ضمن حرص جامعة بنها على تخليد ذكرى نصر أكتوبر العظيم، ونشر الوعي الوطني بين الطلاب، وتعريفهم بدور القوات المسلحة في استعادة الأرض والكرامة.
واختُتمت الفعاليات بعرض فيلم تسجيلي عن حرب أكتوبر، وفقرات فنية وشعبية قدمها كورال الجامعة وطلاب جمعية مدارس الشبان المسلمين، إلى جانب تكريم عدد من أبطال حرب أكتوبر وتقديم الدروع التذكارية تقديرًا لعطائهم وتضحياتهم.