القليوبية توضح أسباب نقل تمثال محمد علي: خطوة مؤقتة في إطار خطة تطوير حضاري شاملة
تمثال تاريخي يثير الجدل
أثار قرار نقل تمثال محمد علي باشا من ميدان المؤسسة بشبرا الخيمة إلى موقع آخر بجوار قصر محمد علي، جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي وبين الأوساط الفنية والثقافية. البعض اعتبر الخطوة إهمالًا لقيمة التمثال التاريخية والفنية، فيما أكدت الجهات التنفيذية أن القرار مؤقت وجاء لخدمة مشروع تطوير حضاري يستهدف إضفاء مظهر يليق بالمكان والتمثال على حد سواء.
القليوبية: الإجراء مؤقت ويخدم مشروع الترميم
أكدت محافظة القليوبية في بيان رسمي أن عملية النقل لا تعني الاستغناء عن التمثال أو تهميش قيمته، بل تأتي في إطار خطة شاملة لإعادة ترميمه وتجهيزه بقاعدة مناسبة تليق بتاريخ مؤسس مصر الحديثة. وأضافت أن التمثال سيُعاد وضعه في موقع يليق بقيمته التاريخية والفنية بعد الانتهاء من عملية التطوير.
تطوير ميدان المؤسسة بعد الحريق الأخير
من جانبه، أوضح خالد العرفي، رئيس حي غرب شبرا الخيمة، أن نقل التمثال جاء ضمن خطة شاملة لتطوير ميدان المؤسسة، خاصة بعد الحريق الذي شهدته المنطقة مؤخرًا. وأكد أن المهندس أيمن عطية، محافظ القليوبية، وجّه بسرعة إعداد مخطط حضاري متكامل للقضاء على المظاهر العشوائية بالميدان وتحويله إلى واجهة حضارية تعكس أهمية المحافظة كمدخل رئيسي للقاهرة.
مصمم التمثال يوضح الموقف
في سياق متصل، قال الدكتور شمس القرنفلي، عميد كلية الفنون التطبيقية الأسبق بجامعة بنها ومصمم التمثال، إنه تواصل مع محافظ القليوبية وجهاز التنسيق الحضاري ونقابة الفنانين التشكيليين لبحث أفضل السبل لإعادة وضع التمثال في مكان مناسب. وأوضح أن المقترحات تتضمن وضعه إما في شبرا الخيمة أو القناطر الخيرية، على قاعدة جديدة تعكس قيمته الفنية والتاريخية.
شكر وتقدير للمحافظة
وجّه القرنفلي الشكر إلى محافظ القليوبية وقياداتها على تفاعلهم السريع وحرصهم على التواصل المباشر، مؤكدًا أن الهدف المشترك هو الحفاظ على التراث والذوق العام، وإعادة تقديم التمثال بما يتناسب مع قيمته التاريخية والفنية.
موقف نقابة الفنانين التشكيليين
على الجانب الآخر، أعلنت نقابة الفنانين التشكيليين رفضها التام لتغيير قاعدة التمثال، معتبرة ذلك انتهاكًا لحقوق الملكية الفكرية للفنان منفذ العمل وتشويهًا للذائقة البصرية. وأكدت في بيان رسمي أن الحفاظ على الأعمال الفنية التراثية يتطلب احترام حقوق الفنانين والتعامل مع هذه الأعمال باعتبارها جزءًا من الذاكرة البصرية للمجتمع.
بين التطوير والحفاظ على التراث
وبينما تمضي المحافظة في خطتها لتطوير الميدان وإعادة التمثال بمظهر حضاري يليق به، يظل الجدل قائمًا بين مؤيد ومعارض للخطوة. المؤيدون يرون أنها فرصة لإعادة إحياء الميدان بشكل حضاري جديد، بينما يخشى المعارضون من ضياع القيمة التاريخية والفنية للعمل إذا لم يُعاد وضعه بالشكل المناسب.
