بطولة بيضاء داخل غرفة العمليات ببنها.. إنقاذ طفلة ابتلعت دبوسًا ظل في مريئها 6 أشهر

في واقعة إنسانية تُجسد براعة الأطباء المصريين وجهودهم المتواصلة في إنقاذ الأرواح، نجح فريق جراحة الأطفال بمستشفى الأطفال التخصصي ببنها في إجراء عملية دقيقة ونادرة لاستخراج “دبوس ضغط” من مريء طفلة لم تتجاوز عامها الثاني، بعد أن ظل الجسم الغريب مستقراً داخل جسدها لمدة تجاوزت ستة أشهر كاملة، في واحدة من أغرب الحالات التي استقبلها المستشفى خلال الفترة الأخيرة.
الطفلة، البالغة من العمر سنة وسبعة أشهر، كانت تعاني منذ شهور من صعوبة شديدة في البلع، مصحوبة بآلام متكررة في منطقة الصدر، مما أثار قلق أسرتها التي لجأت إلى أكثر من جهة طبية بحثًا عن تفسير لحالتها، حتى تم تحويلها إلى مستشفى بنها التخصصي، حيث كشفت الأشعة والفحوصات الدقيقة عن المفاجأة الصادمة: وجود دبوس معدني مغروس داخل جدار المريء.
وبحسب بيان المستشفى، جرى تجهيز الطفلة فورًا لإجراء عملية جراحية معقدة تطلبت تنسيقًا عالي المستوى بين عدة تخصصات، إذ استعان الفريق الطبي بمنظار الجهاز الهضمي وجهاز الأشعة المتطور “سي آرم” ومنظار القصبة الهوائية لتحديد موضع الدبوس بدقة، قبل أن ينجح الأطباء في استخراجه دون أي مضاعفات، وسط متابعة دقيقة لحالة الطفلة حتى استقرت تمامًا وعادت إلى حالتها الطبيعية.
وشارك في العملية فريق طبي متكامل ضم كلاً من:
الدكتور أحمد عبدالغني استشاري جراحة الأطفال،
والدكتور محمد فريد أخصائي جراحة الأطفال،
والدكتور أحمد النبوي استشاري التخدير،
والدكتور طارق جمال أخصائي المناظير،
تحت إشراف وتمريض متميز بقيادة نسرين محمد رئيسة هيئة التمريض بالقسم.
وأكد الفريق الطبي أن بقاء الجسم الغريب داخل المريء لهذه المدة الطويلة يُعد من الحالات النادرة والخطرة، حيث كان من الممكن أن يؤدي إلى ثقب في جدار المريء أو حدوث نزيف داخلي أو التهابات شديدة قد تهدد حياة الطفلة.
من جانبها، أشادت مديرية الصحة بالقليوبية بجهود الفريق الطبي وبالنجاح الذي تحقق، مؤكدة أن مستشفى الأطفال التخصصي ببنها يواصل ترسيخ مكانته كأحد أبرز الصروح الطبية في جراحات الأطفال على مستوى المحافظة والدلتا.
وحذّرت المديرية جميع الأمهات من مخاطر ترك الأجسام الصغيرة مثل الدبابيس والعملات المعدنية والبطاريات وقطع الألعاب في متناول الأطفال، مشددة على ضرورة التوجه الفوري إلى أقرب مستشفى في حال ابتلاع الطفل لأي جسم غريب، دون محاولة إجباره على التقيؤ، حفاظًا على سلامته.
هذه الواقعة لم تكن مجرد عملية طبية ناجحة، بل قصة أمل جديدة تُضاف إلى سجل من النجاحات التي تعكس كفاءة الأطباء المصريين وإصرارهم على إنقاذ الأرواح مهما بلغت صعوبة التحديات.
