حاتم عامر يكتب.. مجرد رأي

أصبحت قضية التعليم تمثل هاجسا ملحًا فى واقع الشعب المصرى وحاضره فلا حديث للناس ولا شاغل لهم إلا أمر التعليم إيمانًا منهم واقتناعا بأهمية التعليم فى حياتهم وأصدق دليل على ذلك هى تلك المليارات التى تنفقها الأسرة المصرية على التعليم بشكل رسمى أو غير رسمى
وقد وضعت الدولة المصرية رؤية للتعليم 2030م ضمن الرؤية العامة والشاملة للنهوض بمصر وبناء الجمهورية الجديدة وجاءت رؤية التعليم لتضع أهدافًا واستراتيجيات تسعى الدولة لتحقيقها آملة إلى تحقيق نقلة نوعية هائلة ترتقى بالتعليم وتجعله يساوى فى كفاءته ومستواه الدول المتقدمة
وبرغم كل ما تبذله الدولة من أجل النهوض بالتعليم وفى ظل زيادة سكانية مطردة لا يمكن أن تفى مخصصات التعليم فى الموازنة العامة السنوية للدول فى تحقيق مآربها لذا سيظل الحال كما هو عليه شئنا هذا أم أبينا
ومن هنا يأتى النقد والاتهام للدولة أنها عاجزة عن القيام بدورها تجاه التعليم
إذن من أين تأتى المشكلة ، المشكلة تتمثل فى أن المجتمع رضى بدور المتلقى فقط الذى يستيقظ فيجد قرارات ونظم لا يعرف عنها شيئًا ويستغربها وأحيانًا يستهجنها لأنه قد رضى بدور المتفرج على الأحداث من حوله ولم يحاول أن يكون فاعلا ذا أثر وثقل وليعلم الجميع أنه لا يمكن النظر إلى التعليم إلا أنه قضية أمن قومى للوطن والمواطن وأنه الحل السحرى والفعال لكل ما تعانيه مصر من مشكلات فعندما سئل ( مهاتير محمد ) مؤسس ماليزيا الحديثة وفارس نهضتها عن مشكلات بلاده قال : (( مشكلات الوطن عديدة وسيبدأ الحل بالتعليم )) فكانت ماليزيا العملاقة بالتعليم.
ومن هنا يجب أن يكون للمجتمع المدنى ومؤسساته دورًا كبيرًا مؤثرًا فى قضية التعليم.
الجميع يشارك بكل أطياف الشعب المصرى ( أولياء أمور / معلمين / خبراء / نقابات إلخ………)
وأن يكون هذا الدور ليس مجرد إبداء رأى أو نقد فكر وإنما يكون الدور ركيزة وقوة دافعة ملهمة مبدعة فى كل المحاور والاتجاهات
ويمكن أن تتبلور مساهمات المجتمع المدنى :-
1- المشاركة فى وضع سياسات التعليم ومتابعة تنفيذها من خلال مجلس أهلى مدنى لسياسات التعليم.
2- وضع تصور للمناهج الدراسية والمقررات تتسق مع طبيعة العصر ومنجزاته
3- مراقبة العملية التعليمية وتقييم وتقويم نتائجها من خلال تفعيل وتنشيط مجالس الآباء داخل المدارس
4- استكمال فجوة التمويل من خلال تبرعات ونفقات الشعب ورجال الأعمال والقادرين وابتكار مصادر جديدة للتمويل من خارج الصندوق.
وفى هذا الصدد لا يفوتنا أن ننوه إلى أن التعليم لا يمكن أن يكتب له الاعتلاء إلا مع وجود معلم صالح كفء يدرك أنه صاحب رسالة سامية ينهض برسالته مهما كانت التحديات لذا وجب وضع معايير دقيقة لاختيار المعلمين مع النظر إلى رفع مستواهم المادى والمهنى ليتفرغوا لعملهم ورسالتهم
ويأتى دور الأسرة التى يجب أن تؤمن بأهمية ودور المدرسة وأن تصدر للمدرسة نماذج خيرة طائعة تتصف بحسن الخلق والانضباط حتى يمكن للمدرسة أن تؤدى رسالتها وأهدافها
فلاغنى عن المدرسة فإذا كان الطالب يحصل على المعرفة الآن من مصادر مختلفة فستظل المدرسة حجر الزاوية فى بناء شخصية الطالب وبناء شخصية الطالب وبناء وجدانه بما تقدمه من أنشطة هادفة تفجر طاقاته وتكتشف مواهبه وتنميتها وتعطيه قيمًا ومبادى لا يمكن أن يعرفها ويتعلمها إلا من خلال تفاعله مع جماعة الأقران
- وأخيًرا أكرر يجب أن تنظر إلى التعليم أنه قضيتنا الأولى أحلامنا / مستقبلنا / غدنا المشرق.