تعليم

“عيون أطفالنا مستقبلنا”.. مبادرة تُعيد النور والبسمة لأطفال القليوبية

في مشهد يعكس اهتمام الدولة المصرية بصحة أبنائها ومستقبلهم، أطلقت مديرية التربية والتعليم بمحافظة القليوبية، برئاسة الأستاذ مصطفى عبده، مبادرة “عيون أطفالنا مستقبلنا”، والتي تستهدف فحص عيون 456 ألف طالب وطالبة بالمرحلة الابتدائية في قرى ومدن المحافظة.

المبادرة تأتي تحت رعاية معالي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني الدكتور محمد عبد اللطيف، ومعالي محافظ القليوبية المهندس أيمن عطية، وبالتعاون مع مديرية الشؤون الصحية، في خطوة طموحة نحو مستقبل أكثر إشراقًا لأطفال مصر.

رؤية جديدة.. ومفهوم أوسع للصحة المدرسية

لم تعد الصحة المدرسية مجرد متابعة يومية أو تقارير طبية، بل أصبحت اليوم مشروعًا وطنيًا متكاملًا يهدف إلى بناء جيل قوي وسليم.

ومن هنا، جاءت مبادرة “عيون أطفالنا مستقبلنا” لتضع صحة البصر في مقدمة أولويات العملية التعليمية، إدراكًا لأهمية الرؤية الجيدة في تحسين التحصيل الدراسي، وزيادة التركيز، وبناء الثقة بالنفس لدى الطلاب.

يقول الأستاذ مصطفى عبده، مدير تعليم القليوبية:
“إن المبادرة تمثل ترجمة حقيقية لتوجيهات الدولة في رعاية أبنائنا، وتوفير الدعم الصحي للطلاب في جميع القرى، خاصة الفئات الأكثر احتياجًا، لأن صحة الطفل هي الخطوة الأولى نحو تعليمه وتنميته.”

جهود ميدانية وتنسيق متكامل

بدأت مديرية الشؤون الصحية بالقليوبية في تجهيز فرق طبية متخصصة تضم أطباء عيون وتمريضًا وفنيين، للانتقال إلى المدارس الابتدائية في القرى والمدن، بدءًا من الغد.

تعمل هذه الفرق على إجراء فحوصات دقيقة للإبصار داخل المدارس، مع تسجيل الحالات التي تحتاج إلى نظارات طبية أو متابعة متخصصة، تمهيدًا لتقديم العلاج والنظارات مجانًا.

وفي هذا السياق، قالت الدكتورة هبة خربوش، منسق المبادرة ومدير إدارة الصحة المدرسية:
“هدفنا ليس فقط الفحص الطبي، بل نشر ثقافة الوعي الصحي بين الأسر والأطفال، وتعليمهم كيفية العناية بالعين والوقاية من أمراض الإبصار منذ الصغر.”

كما أوضحت الدكتورة هبة أبو راضي، المنسق العام للمبادرات بمديرية الشؤون الصحية، أن الحملة تأتي في إطار استراتيجية الدولة لتحقيق التغطية الصحية الشاملة للأطفال، وأن هناك تعاونًا وثيقًا بين وزارتي التعليم والصحة لإنجاح المبادرة وضمان وصول الخدمات إلى كل طفل.

رسالة إنسانية قبل أن تكون صحية

وراء كل فحص طبي، قصة لطفل كان يجد صعوبة في رؤية السبورة، أو طالبة كانت تظن أن ضعف نظرها مجرد تعب مؤقت.

هذه المبادرة لا تمنحهم فقط نظارة تساعدهم على الرؤية، بل تمنحهم فرصة جديدة للتعلم والتميز، وتعيد إليهم الثقة بأن المستقبل ما زال مليئًا بالأمل.
في مدارس القرى الصغيرة، سيكون للمبادرة أثرٌ بالغ؛ إذ إن كثيرًا من الأطفال لم يخضعوا لأي فحوصات طبية من قبل، وهنا تظهر قيمة هذه الجهود التي تتجاوز العلاج إلى تحقيق العدالة الصحية والاجتماعية بين جميع فئات المجتمع.

تكامل حكومي ومجتمعي

أشار الأستاذ السيد راشد، مدير إدارة التعليم الابتدائي، إلى أن نجاح المبادرة يعتمد على تكاتف المجتمع المدني والأجهزة الحكومية، موضحًا أن المدارس فتحت أبوابها لتسهيل مهمة الفرق الطبية، وتم توجيه الإدارات التعليمية لتقديم الدعم اللوجستي الكامل.

وأضاف أن المديرية وضعت خطة متابعة مستمرة لضمان تنفيذ المبادرة بكفاءة، ومراجعة نتائج الفحص وتقييم أثرها التعليمي والصحي على الطلاب.
خطوة نحو المستقبل

“عيون أطفالنا مستقبلنا” ليست مجرد اسم، بل رسالة أمل تنطلق من القليوبية إلى باقي المحافظات، لتؤكد أن صحة الطفل ليست رفاهية، بل هي استثمار في الإنسان والمستقبل.
إنها مبادرة تضيء طريق التعليم بالنور الحقيقي، نور البصر ونور الوعي.

واختتم مدير تعليم القليوبية حديثه مؤكدًا أن المديرية ستواصل دعم جميع المبادرات الصحية التي تخدم أبناء المحافظة، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية في بناء جيل صحي قادر على قيادة المستقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى