تحول رقمي

محافظ القليوبية ورئيس جامعة بنها يفتتحان المؤتمر السنوي الرابع للدراسات العليا للعلوم الإنسانية

"عطية": جامعة بنها بيت خبرة استراتيجي وداعم للتنمية بالمحافظة

في مشهد يجسد تكامل العلم والإدارة، افتتح المهندس أيمن عطية، محافظ القليوبية، والدكتور ناصر الجيزاوي، رئيس جامعة بنها، فعاليات المؤتمر السنوي الرابع لطلاب الدراسات العليا في العلوم الإنسانية، الذي ينظمه قطاع الدراسات العليا والبحوث بالجامعة خلال الفترة من 15 إلى 16 أكتوبر الجاري، تحت شعار “أخلاقيات البحث العلمي في سياق الذكاء الاصطناعي والتنمية المستدامة”.

جاء الافتتاح بحضور الدكتورة جيهان عبد الهادي نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، وعمداء ووكلاء الكليات، وأمين عام الجامعة، وعدد من أعضاء هيئة التدريس والطلاب والباحثين من داخل الجامعة وخارجها، إلى جانب شخصيات أكاديمية بارزة من مصر والصين.

العلم والإدارة.. تكامل من أجل التنمية

خلال كلمته، أكد المحافظ أيمن عطية أن محافظة القليوبية تضع الابتكار والتحول الرقمي في قلب خططها الاستراتيجية، باعتبارهما ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة الشاملة ضمن رؤية مصر 2030.
وقال إن المحافظة تمضي بخطى ثابتة نحو دمج الذكاء الاصطناعي في منظومة الخدمات الحكومية لتحسين جودة حياة المواطنين، وتبسيط الإجراءات، وحل المشكلات المزمنة بطرق مبتكرة قائمة على التحليل الذكي للبيانات.

وشدد المحافظ على أن جامعة بنها تمثل بيت الخبرة والشريك الاستراتيجي الأول للمحافظة في مجالات التنمية والتخطيط والابتكار، مؤكدًا أن القرارات التنفيذية الحديثة لا يمكن أن تنفصل عن البحث العلمي الرصين الذي يقدم حلولًا علمية وواقعية للمشكلات المجتمعية.
وقال: “نؤمن بأن الجامعة ليست فقط منارة علم، بل مركز قيادة فكرية ومجتمعية، تمدنا بالمعرفة التي نبني عليها المستقبل.”

وتناول “عطية” في كلمته أهمية أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن التقدم التكنولوجي يفرض تحديات أخلاقية جديدة تتطلب إعداد جيل من الباحثين الواعين بالقيم والمبادئ التي تحكم استخدام التقنية.
ودعا المحافظ إلى تضمين مفاهيم أخلاقيات الذكاء الاصطناعي ضمن المناهج التدريبية للباحثين والطلاب، قائلاً إن الإنسان سيظل دائمًا المسؤول الأول عن نزاهة ودقة العمل العلمي، مهما بلغت قدرات الآلة.

جامعة بنها.. نموذج يحتذى في توجيه المعرفة لخدمة الإنسان

وفي كلمته، عبّر الدكتور ناصر الجيزاوي، رئيس جامعة بنها، عن فخره باستمرار هذا الحدث العلمي الذي أصبح على مدار أربع سنوات منصة فكرية راسخة للحوار الأكاديمي وتبادل الخبرات بين الباحثين في مختلف التخصصات الإنسانية.
وأكد أن العلوم الإنسانية ستظل حجر الأساس في بناء المجتمعات الواعية، فهي التي تشكل القيم وتوجه الفكر وتمنح الإنسان القدرة على فهم ذاته ومجتمعه.

وأضاف الجيزاوي: “الاستثمار في المعرفة لم يعد خيارًا، بل هو ضرورة ملحة لبناء مستقبل مزدهر. المعرفة هي الثروة الحقيقية التي لا تنضب، والبحث العلمي هو الجسر الذي نعبر به من التحديات إلى الفرص.”

وأشار رئيس الجامعة إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة ثورية في تطوير البحث العلمي، إذ بات بإمكان الباحثين تحليل كميات هائلة من البيانات واستخلاص الأنماط والنتائج في وقت قياسي، مؤكدًا أن هذا التطور لا يجب أن يطغى على الضمير الأخلاقي للباحث الذي يمثل جوهر العملية العلمية.

وأوضح الجيزاوي أن المؤتمر يأتي ليؤكد على أن جامعة بنها تمضي في خطى متسارعة نحو تحقيق التميز البحثي وربط الدراسات الإنسانية بقضايا المجتمع، مضيفًا: “نريد أن نُخرج من بين أروقة الجامعة باحثين لا يكتفون بالنظريات، بل يقدمون حلولًا واقعية ومبتكرة لمشكلات التنمية.”

أخلاقيات البحث العلمي في عصر الذكاء الاصطناعي

من جانبها، أكدت الدكتورة جيهان عبد الهادي، نائب رئيس الجامعة، أن المؤتمر يترجم رؤية جامعة بنها التي تعتبر أن العلوم الإنسانية هي روح التقدم وجوهر التنمية المستدامة، موضحة أن شعار المؤتمر هذا العام يعكس الحاجة إلى إعادة صياغة العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا على أسس أخلاقية.
وقالت: “العلم بدون أخلاق يتحول إلى قوة عمياء، والتكنولوجيا حين تنفصل عن القيم تفقد معناها الإنساني. لذلك، نؤمن بأن الأخلاق هي البوصلة التي توجه مسار البحث العلمي نحو البناء والخير.”

وأضافت أن المؤتمر يشهد إقبالًا متزايدًا عامًا بعد عام، سواء من الباحثين داخل جامعة بنها أو من جامعات مصرية وعربية ودولية، بما يعكس المكانة البحثية المتنامية للجامعة وانفتاحها على التعاون الدولي، مشيدة بتعاون جامعة ووهان الصينية في هذا العام الأكاديمي المتميز.

160 بحثًا في 11 جلسة علمية.. وتنوع في المحاور والمشاركات

وقالت الدكتورة إيمان عبد الحق، مقرر المؤتمر وعميد كلية التربية السابق، إن المؤتمر يشارك فيه 300 باحث ومستمع، ويناقش 160 بحثًا علميًا موزعة على 11 جلسة علمية، تتناول موضوعات متنوعة تشمل:

  • العلوم التربوية والنفسية والاجتماعية في ظل الذكاء الاصطناعي والاستدامة.
  • الذكاء الاصطناعي والعلوم التجارية والإدارية.
  • المحاسبة والإدارة الذكية.
  • العلوم الأدبية والمكتبات وعلوم الرياضة.
  • تخصصات التربية النوعية والعلوم القانونية.

وأوضحت أن المؤتمر يسعى إلى دمج الرؤى الإنسانية بالتطورات التكنولوجية، بما يضمن تحقيق التوازن بين التقدم العلمي والحفاظ على القيم المجتمعية والأخلاقية.

كما ألقى الدكتور محمد طه، وكيل كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي، محاضرة حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات، موضحًا كيف يمكن توظيف هذه التقنيات في دعم البحث العلمي وصنع القرار المؤسسي.

ختام المؤتمر.. توصيات نحو المستقبل

واختُتم اليوم الأول من فعاليات المؤتمر بالتأكيد على أهمية الاستثمار في العقول قبل الأدوات، ودعم الباحثين الشباب، وتشجيع التعاون بين الجامعات المحلية والدولية في المجالات البحثية المتقدمة، مع ضرورة وضع ميثاق أخلاقي لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الأبحاث العلمية.

وأكد المشاركون أن جامعة بنها تواصل دورها الريادي كجسر للتواصل بين البحث العلمي والتنمية المجتمعية، وأن هذا المؤتمر يمثل نموذجًا حيًا لكيف يمكن للعلم أن يقود التحول نحو مستقبل أكثر وعيًا واستدامة وإنسانية.

محافظ القليوبية ورئيس جامعة بنها يفتتحان المؤتمر السنوي الرابع للدراسات العليا للعلوم الإنسانية محافظ القليوبية ورئيس جامعة بنها يفتتحان المؤتمر السنوي الرابع للدراسات العليا للعلوم الإنسانية محافظ القليوبية ورئيس جامعة بنها يفتتحان المؤتمر السنوي الرابع للدراسات العليا للعلوم الإنسانية محافظ القليوبية ورئيس جامعة بنها يفتتحان المؤتمر السنوي الرابع للدراسات العليا للعلوم الإنسانية محافظ القليوبية ورئيس جامعة بنها يفتتحان المؤتمر السنوي الرابع للدراسات العليا للعلوم الإنسانية محافظ القليوبية ورئيس جامعة بنها يفتتحان المؤتمر السنوي الرابع للدراسات العليا للعلوم الإنسانية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى