ولية أمر تشكو اعتداء معلمة على نجلها داخل مدرسة ابتدائية بطوخ والتعليم تتابع الواقعة

شهدت إحدى المدارس التابعة لإدارة طوخ التعليمية بمحافظة القليوبية واقعة أثارت جدلًا واسعًا بين أولياء الأمور، بعدما تعرض طالب بالصف الخامس الابتدائي لاعتداء بالضرب على يد معلمته داخل الفصل، ما أسفر عن إصابته بكدمات متفرقة في أنحاء جسده، وسط مطالبات بفتح تحقيق عاجل في الواقعة ومحاسبة المسؤولة.
تعود تفاصيل الحادثة، بحسب ما روت جيهان ناصف، ولية أمر الطالب، إلى انتهاء اليوم الدراسي حين فوجئت بوجود آثار ضرب واضحة على جسد نجلها وأسفل عينه، موضحة أنها أصيبت بصدمة حين رأت ابنها في تلك الحالة. وقالت: “ابني رجع من المدرسة بيعيط، ووشه كله أحمر وتحت عينه متورم.. ولما سألته قال إن المُدرسة ضربته قدام زمايله.”
وأضافت ولية الأمر أنها سارعت بالتوجه إلى إدارة المدرسة لتقديم شكوى رسمية ضد المعلمة، إلا أنها فوجئت بعدم اتخاذ أي إجراء واضح تجاه الواقعة، مشيرة إلى أن الإدارة حاولت التهدئة دون إحالة الموضوع للتحقيق الجاد، ما زاد من شعورها بالظلم.
وتابعت قائلة: “والد الطفل متوفى، وأنا اللي بشقى علشان أربيه.. هل ده جزاء اليتيم؟ يُضرب قدام أصحابه ويتقال لي خلاص خلّيها بالصلح!”، مؤكدة أنها لم ولن تتنازل عن حق ابنها، حتى يتم محاسبة المعلمة المتسببة في إيذائه نفسيًا وجسديًا.
من جانبها، أكدت مديرية التربية والتعليم بالقليوبية أنه تم احتواء الموقف وإنهاؤه بالصلح بين الطرفين، موضحة أن الواقعة لم تتطور إلى بلاغ رسمي، وأن الإدارة التعليمية تابعت الموقف لضمان عدم تكراره.
لكن ولية الأمر نفت تمامًا ما أعلنته المديرية، مشددة على أنها لم توقّع على أي محضر صلح، ولم تتنازل عن حق ابنها، مؤكدة أنها ستلجأ إلى كافة الطرق القانونية للحصول على حق نجلها، قائلة: “أنا مش ضد المعلمة كإنسانة، بس ضد الظلم والإهانة اللي حصلت لابني.”
في المقابل، طالب عدد من أولياء الأمور عبر صفحات التواصل الاجتماعي بضرورة إحالة الواقعة للتحقيق الفوري، مؤكدين أن ضرب التلاميذ داخل المدارس بات سلوكًا مرفوضًا يتعارض مع أسس التربية الحديثة، ودعوا إلى تشديد الرقابة على سلوك بعض المعلمين داخل الفصول، وضرورة توفير تدريب مستمر لهم حول التعامل التربوي السليم مع الأطفال.
كما ناشد أولياء الأمور وزارة التربية والتعليم بفتح تحقيق موسع في الواقعة، حفاظًا على كرامة الطلاب ومنع تكرار مثل هذه التصرفات التي تسيء للمؤسسة التعليمية بأكملها.
وتأتي هذه الواقعة لتعيد إلى الأذهان الجدل المستمر حول العنف المدرسي، وضرورة وضع آليات واضحة للردع والمحاسبة، بما يضمن بيئة تعليمية آمنة تراعي الجوانب النفسية والتربوية للطلاب، خاصة في المراحل الابتدائية التي تشكل وجدان الطفل وتؤثر في شخصيته على المدى البعيد.