أقلام حرة

أحمد سليمان يكتب “الإبداع مش في البث المباشر”

للمرة الثانية اكتب عن موضوع في غاية الأهمية وهو ما يحدث من إختراق للحريات الشخصية في كثير من الأحيان بواسطة ما يسمي بالبث المباشر وهذه وجهة نظري البسيطة، والإختلاف في الرأي لا يفسد من الود قضية.

لا أختلف في مجمل عمل البث المباشر ولكني أختلف في طريقة عرضه ومحتواه.

ففى الآونة الأخيرة وكما ذكرت سابقا في كلمة ان سيطرة خاصية البث المباشر على المجتمع لتوثيق الأحداث والفاعليات لم يكن إبداعا وخاصة مع من يمتهنون العمل الصحفى.

لا اختلف أن التقدم التكنولوجي أصبح له الأثر البالغ في كل المجالات وان توثيق الأحداث أصبح أمرا مهما وجليا ولكن يجب أن يكون بضوابط ومعايير تتماشى مع ظروف الحدث دون الإخلال بالمبادئ العامة فى كافة النواحى الحياتيه، وأظن ان الجميع يتفق معنا علي أن كل شيئ يطوره الإنسان له إيجابيته وسلبياته فقد يكون فيه النفع وقد يحدث أيضا الضرر سواء للإنسان أو حتى الأوطان
فالجميع يشاهد ويطالع كل دقيقة على وسائل التواصل الإجتماعى الكثير والكثير ممن يستخدمون خاصية البث المباشر فمنهم من يستخدم هذه الخاصية لهدف إيجابى وإيصال رسالة هادفة ومنهم يستخدمونها للتباهى وفي عرض مواضيع ليست لها القيمة وأمور عديدة لا حصر لها ولعلنا لا نريد الخوض فى هذا الأمر كثيرا بالنسبة لمجمله العام فقد يحتاج إلى صفحات وملفات.

ولكننا فى هذه الكلمة البسيطة ومن خلال هذا المنبر نريد أن نلقى الضوء على المواقع الإلكترونية والمؤسسات الصحفية بعد أن أصبح إعتمادهم الكلى على خاصية البث المباشر الذى أصبح متاحا لدى الجميع بلا استثناء.

فالمهمة الصحفية رسالة عظيمة منذ قديم الزمان وسر الإبداع فيها ( الكلمة ) فهى الرسالة الأسمى لأبناء تلك المهنة العظيمة والإبداع في أى مجال مهما كان لا يمكن أن يسمى إبداعا لطالما متاحا للجميع، فكيف تعتمد المؤسسات الصحفية والمواقع الإلكترونية على هذه الخاصية ( البث المباشر ) وتتعامل مع كافة الأحداث والفاعليات كما يتعامل معها المواطن العادى وأتسائل أين التحقيقات الصحفية المكتوبة والتى هى أساس المحرر الصحفي.

ياسادة الوطن لايحتاج إلى بث مباشر للأفراح وحالات القتل وتشييع الجنازات وإختراق للحريات الشخصة في الكثير من الأحيان ولكن الوطن يحتاج إلى صحافة قوية تبرز للمسئولين المشكلات الحقيقية التى يعانى منها المواطن من خلال العمل المهني الجاد الذى يليق بالعمل الصحفى.

قد يختلف البعض معى فى وجهة نظري وله كل الإحترام والتقدير وقد يتفق معانا آخرين ولعلنا نريد أن تبقى الصحافة المصرية وجميع من يعملون بهذه المهنة العظيمة كما هم مبدعون.

فكما ذكرت اننا كل يوم وكل ساعة نطالع ونشاهدنا المئات من ما يسمى بالبث المباشر ولكن لا طائل ولا فائدة منه وقد ينتهي بمجرد الضغط علي زر الخروج منه او عدم الإنتباه إليه وذلك لعدم وجود الخبرة الكافية لدي من يقومون به من عرض أطروحات يستفاد منها العامة وكما تعلمنا ان من الثوابت الأساسية في العمل الصحفي هي الكلمة والتدريب والإطلاع المستمر.

وأخيرا وكما ذكرت وسأظل أردد أن البث المباشر ليس فيه ثمة إبداع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى