أحمد سليمان يكتب .. من ظلمنا في هذه الحياة؟؟

الدنيا هي كما هي الدنيا ياصديقي لم تتغير أيامها بل زاد جمال إغرئها فالشوارع والميادين إتسعت وتجملت والمطاعم والمقاهي والمحلات تطورت – إنظر حولك فقد كثرت المصانع والشركات وزادت أيضا فرص العمل أمام كل إنسان.
توسعت الرقعة الزراعية ومنتجاتها وحدثت ثورة صناعية وتجارية حتي أننا أصبحنا جميعا نري العالم كله أمامنا من خلال شاشات هواتفنا المحمولة التي بين أيدينا.
هكذا كانت كلماتي لصديقي الضاحك الباكي الذي يعيش حالة من حالات إنفصام في الشخصية كما أري فقد أراه تارة إنسانا ضاحكا يملأ الأرجاء ضحكا وبهجة وسرور وتارة أخرى أراه عبوسا باكيا وحزين.
قلت له ياعزيزي رغم أنني أراك متقلب المزاج إلا أنك علي صواب ، فالدنيا ياصديقي كما ذكرت لك هي كما هي لم تتبدل أحوالها بل تبدلت أحوالنا نحن وتغيرت ملامحنا وتقاليدنا وعاداتنا ،، نعم ياصديقي تبدلت أحوالنا وتغيرت نفوسنا وأصبحنا نظن جميعنا أننا ضحايا لهذه الدنيا وهذا الزمان.
ياصديقي أنظر حولك وستري حالتك علي وجوه الملايين حالات من اليأس والبؤس علي وجوه العابرين وكأن فيروسا لعين أصابنا جميعا ونحن لا ندري ونسعي خلف أهوائنا وشهوات الدنيا غير مبالين .ياعزيزى للأسف لسنا ضحايا بل أننا نحن الظالمين.
أنظر وتأمل ياصديقي إلي وجوه الناس وأحوالهم ستري عجب العجاب ففي هذا الزمان ستري المنافق الشقيان ستري ياعزيزي الراقص علي موائد أسياده بالليل والنهار.
لا تظلم الدنيا ياصديقي بل إنظر وتأمل حولك وستري فئة من الفتيات والغلمان لا قيمة لهم في هذه الحياة والناس يتهافتون عليهم ويلتقطون معهم الصور الفوتوغرافيه وكأنهم رموز هذا الزمان.
لا تظلم الدنيا ياعزيزى فنحن الظالمين فقد تخلي الكثيرين عن مبادئهم وتقاليدهم وأعرافهم ( إلا من رحم ربي ) تخلو ياعزيزي عن تربية الأبناء الصغار فأصبحنا نسمع مالا تطيق سماعه الٱذن ونري ما لا تطيق أن تراه العينان في الشوارع وفي الميادين بالليل والنهار . لا تظلم الدنيا ياعزيزى ولا تتعجب فقد إنتشر الفساد بين العباد والكثيرون مغمضي العين وكأن لديهم إنسداد في الأذنان.
ياصديقي شكوى الناس لبعضهم ليست فقط من الفقر والحاجة والعوز ، بل أصبحت الشكوي من قلة المزاج وكرشة النفس ،، الشكوي ياعزيزي من تدني الاخلاق التي ضاعت وأندثرت والأمراض التي انتشرت وتدني أحوال التعلم والتعليم ، الشكوي ياعزيزي من الفساد والمحسوبية والإحتكار وإرتفاع الأسعار ، حتي الموظفين في جميع القطاعات الحكومية والعامة والخاصة أصبحوا يحاربون بعضهم البعض ودوما في تصارع وصراع.
ياعزيزى لم تنقطع شكوى الناس من الفقر والعوز كما ذكرت والجميع سيظل يشتكي من سوء الأحوال في كل مكان، وأمور كثيرة ياصديقي لا حصر لها.
لكن في نهاية كلمتي أوصيك ونفسي بأننا يجب علينا أن نفتش أولا ما بداخلنا حتي تستقر أمورنا وترتاح صدورنا وينتهي شتات عقولنا وتطمئن قلوبنا وحتي نعيش في سلام وأمان بعيدا عن اليأس وتشرد الأذهان ونسأل دوما أنفسنا من ظلمنا غير أنفسنا في هذه الدنيا أو هذه الحياة ؟؟