أقلام حرة

إنا لله وإنا إليه راجعون .. وتفسير الشعراوي وابن كثير للآية

بقلم – مصطفي صابر عيد

 

﴿الَّذينَ إِذا أَصابَتهُم مُصيبَةٌ قالوا إِنّا لِلَّهِ وَإِنّا إِلَيهِ راجِعونَ ۝ أُولئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌ مِن رَبِّهِم وَرَحمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ المُهتَدونَ﴾ [البقرة: ١٥٦-١٥٧] صدق الله العظيم

هنا نقف طويلًا لنتأمل في تلك آيه التي تقشعر لها الابدان وتنحي لها الرؤس و يدمع لها العين منً هيبة وعظمة آيه لنتدبر معنيها ونتعمق في قدرة الله في خلقه ، وهنا نسال أنفسنا من نحن بدون الله ؟ من قادر ان يكون لشيء كون فيكون ، تعلق في الأذهان بأن الآيه متعلقه بإعلان حالات الوفاة فقط ولكن لمن نرجع ونستعين اذا كان لوحده ملك كل شيء و لمن نستغيث و نطلب ونتذلل وهو الواحد الاحد لمن نطلب الرحمه والسكينه في كل إبتلاء و مصيبة هو الجبار العليم ..

 

” إنا لله وإنا إليه راجعون ” تلك هيأ مقدمة لإعلان وفاة فلان ابن فلان ولم نذكرهاً كل يوم وكل صباح بآنه هو الخالق المصور اليه نرجع في كل شيء لم يذكر كلمه ” مصيبة ” دلاله علي الموت ولكن نرجع لله في كل مصيبة او إبتلاء ، ولما لا نرجع لله وهو عالم الغيب والشهادة يعلم ومافي نفسي ولا اعلم مافي نفسه ، سيدنا يعقوب عليه السلام عندما جاء اخوات يوسف علي قميص اخيهم بدم كذب ” فصبر جميل والله المستعان علي ما تصفون ” ، وسيدنا يوسف وغلق الابواب ليفتن ولم يفعل لاعلمه آننا نرجع لله في كل أمر وقال ” معاذ الله انه ربي احسن مثواي ” حقًا إنا لله وإنا اليه راجعون وكانت الاستجابة لنجده يوسف تفوق قدرة البشر ، فنحن من الله والي الله نعود ..

 

” تفسير ابنً كثير ” ثم بين تعالى من الصابرون الذين شكرهم ، قال : ( الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ) أي : تسلوا بقولهم هذا عما أصابهم ، وعلموا أنهم ملك لله يتصرف في عبيده بما يشاء ، وعلموا أنه لا يضيع لديه مثقال ذرة يوم القيامة ، فأحدث لهم ذلك اعترافهم بأنهم عبيده ، وأنهم إليه راجعون في الدار الآخرة .

” تفسير الشيخ الشعراوي ” و المصيبة هي الأمر الذي ينال الإنسان منه المشقة والألم، وهي مأخوذة من إصابة الهدف. والمؤمن يستقبل المصيبة واثقا أنها على قدر إيلامها يكون الثواب عليها، ولذلك عندما فرح الكفار بما يصيب المسلمين في بعض المعارك، أنزل الله ذلك القول الحق للمؤمنين: {قُل لَّن يُصِيبَنَآ إِلاَّ مَا كَتَبَ الله لَنَا}.. [التوبة51] ، إِنَّا للَّهِ وَإِنَّآ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} أي نحن مملوكون لله، ونحن راجعون إليه، وحتى إن كان في مصائب الدنيا ظلم لنا وقع علينا من إنسان، فسوف نأخذ ثواب ما ظُلمنا فيه عند الرجوع إلى الله، إذن فنحن لله ابتداء بالملكية، ونحن لله نهاية في المرجع؛ هو سبحانه ملك القوسين؛ الابتداء والانتهاء، ولذلك علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أي مصيبة تصيب الإنسان أن يسترجع؛ أي أن يقول: {إِنَّا للَّهِ وَإِنَّآ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى