أقلام حرة

حاتم عامر يكتب    مجرد رأى”يسئلونك عن النساء قل منهن أمي”

المرأة هى نصف المجتمع من حيث التكوين ولكنها الكل من حيث التأثير والمكانة هى القوة الوحيدة التى تمتلك العصا السحرية للتغيير الإيجابي فى المجتمعات الإنسانية قاطبة قديمها وحديثها هى الأم التى جعلت الجنة تحت أقدامها والأخت التى أمرنا ربنا بوصالها والابنة التى فرض علينا حسن تنشئتها والزوجة التى وجب علينا بالمعروف مخالطتها والحبيبة التى ملئت آلاف من دواوين الشعر عن حبها وغرامها فالحديث عن المرأة هو حديثك عن نصفك الآخر عن سكينتك عن المودة التى تنشدها فى حياتك
_ مخطئ من ظن أن دور المرأة قد انحسر على الأعمال المنزلية وتلبية احتياجات بيت تسكنه ولكن دورها أخطر مما يظن الجميع ويعتقدون فالمرأة منذ فجر التاريخ كانت هى المحرك الرئيس لمسيرة الحضارة الإنسانية على اختلاف الدور الذى تلعبه والمهمة التى تضطلع بها ولعل الوارد إلينا من نقوش الحضارات القديمة يثبت ذلك ويبرهن عليه
_ الدور الاجتماعي للمرأة :
لعبت المرأة ومازالت أدورا اجتماعية فاقت بها الرجال من أمثلتها:
_ التعليم
فالمرأة أثبتت لنفسها مكانة لا تضاهيها مكانة فى مجال التدريس خاصة فى مرحلة رياض الأطفال والمراحل الأولية ولا يخفى على أحد ماتتطلبه هذه الفئة العمرية من جهد بالغ فى تعليمهم ومع الجهد المبذول تستشعر إخلاصا وتفانيا منقطع النظير فهي إذ تدرس لطلابها تتواصل معهم بعاطفة الأم
_ التمريض :
أليست الممرضات والطبيبات هن ملائكة الرحمة اللواتي ضمدن جراحا أضناها الألم وداوين أجسادا أتعبها طول السهر تئن تحت وطأة المرض
_ الرعاية الاجتماعية :
ظلت المرأة المصرية عنصرا فاعلا فى مجال الرعاية الاجتماعية للفئات التى تحتاج الرعاية على كل المستويات لم تكل ولم تمل ولا أصدق على ذلك من انتشار الجمعيات النسوية فى كل أنحاء مصر وأندية الروتاري التى جل أعضائها من السيدات
_ الدور الإنساني للمرأة :
تلعب المرأة أعظم ادوارها فى التربية والتنشئة الاجتماعية السليمة فهي بحق وصدق التى تبنى صانعي ومؤسسسى المجتمع من الرجال بل لا ترى رجلا قد أنجز شيئا ذا قيمة فى مسيرة الحياة إلا وكانت وراءه امرأة عظيمة يقول الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو (الرجل من صنع المرأة فإذا أردتم رجالا عظيما فعليكم بالمرأة تعلمونها ما هى عظمة النفس وما هى الفضيلة )
_ الدور الوطنى للمرأة المصرية :
لعبت المرأة المصرية دورا وطنيا لم يقل أهمية عن دور الرجال طوال مسيرة الوطن إما مجاهدة ضد عدو آثم جاء يتربص بوطنها وحريته وكرامته واستقلاله وإما رائدة للتنوير والتثقيف والتغيير ولقد حفل المشهد المصر بكثيرات من الفضليات اللاتي أبلين بلاء حسنا ظل محفورا فى ذاكرة الوطن أمثال ( هدى شعراوي – صفية زغلول – ملك حفني ناصف – نبوية موسى – سميرة موسى ) وغيرهن كثيرات
_ مكانة المرأة فى الإسلام :
احتفى الإسلام بالمرأة احتفاء فاق به كل الشرائع والأعراف والنظم الاجتماعية الأخرى التى وضعت المرأة فى مضامينها وبنيتها التنظيرية فجعل الإسلام الذى جاء تبيانا لأمر ربنا جل شأنه ملكة متوجة على عرش الحياة فجعل الإساءة إليها عيبا وإثما عظيما يودى بمرتكبه إلى نار جهنم فقال المعلم الأعظم رسول الإنسانية _ صلى الله عليه وسلم اتقوا الله فى الضعيفين : المرأة واليتيم فجعل صلى الله عليه وسلم الإحسان إلى المرأة من تقوى الله والتقرب إليه
_ وكان صلى الله عليه وسلم المثل والقدوة فى تعامله مع النساء أبا وزوجا وقريبا يصل رحمه وقال ترغيبا وتحبيبا لنا فى الثواب الأعظم يوم القيامة وحثا لنا على البر بالنساء ما رواه أبو هريرة قال رسول صلى الله عليه وسلم: (من كانت له ثلاث بنات أو أخوات فصبر على لأوائهن وضرائهن أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهن، فقال رجل: يا رسول الله؟ واثنتان قال: واثنتان. فقال رجل: أو واحدة؟ فقال وواحدة). وكانت قصة حبه للسيدة خديجة رضى الله عنها مضرب المثل فقال صلى الله عليه وسلم عنها ( رزقت حبها )
وظل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصينا بالنساء فى كل موقف وعند كل مناسبة حتى فى اللحظات الأخيرة فى حياته ظل يوصينا بالنساء
_ صورة المرأة فى الشعر العربي:
قال :حافظ إبراهيم
مَن لي بِتَربِيَةِ النِساءِ فَإِنَّها

في الشَرقِ عِلَّةُ ذَلِكَ الإِخفاقِ

الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها

أَعدَدتَ شَعباً طَيِّبَ الأَعراقِ

الأُمُّ رَوضٌ إِن تَعَهَّدَهُ الحَيا

بِالرِيِّ أَورَقَ أَيَّما إيراقِ

الأُمُّ أُستاذُ الأَساتِذَةِ الأُلى

شَغَلَت مَآثِرُهُم مَدى الآفاقِ

أَنا لا أَقولُ دَعوا النِساءَ سَوافِراً

بَينَ الرِجالِ يَجُلنَ في الأَسواقِ

يَدرُجنَ حَيثُ أَرَدنَ لا مِن وازِعٍ

يَحذَرنَ رِقبَتَهُ وَلا مِن واقي

يَفعَلنَ أَفعالَ الرِجالِ لِواهِياً

عَن واجباتِ نواعس الأحداق

في دورهن شؤونهُن كثيرة

كشؤون رَبّ السيف والمزراقِ

كَلّا وَلا أَدعوكُمُ أَن تسرِفوا

في الحَجبِ وَالتَضييقِ وَالإِرهاقِ

لَيسَت نِساؤُكُمُ حُلىً وَجَواهِراً
خَوفَ الضَياعِ تُصانُ في الأَحقاقِ

لَيسَت نِساؤُكُمُ أَثاثاً يُقتَنى

في الدورِ بَينَ مَخادِعٍ وَطِباقِ

تَتَشَكَّلُ الأَزمانُ في أَدوارِها

دُوَلاً وَهُنَّ عَلى الجُمودِ بَواقي

فَتَوَسَّطوا في الحالَتَينِ وَأَنصِفوا

فَالشَرُّ في التَقييدِ وَالإِطلاقِ

رَبّوا البَناتِ عَلى الفَضيلَةِ إِنَّها

في المَوقِفَينِ لَهُنَّ خَيرُ وَثاقِ

وَعَلَيكُمُ أَن تَستَبينَ بَناتُكُم

نورَ الهُدى وَعَلى الحَياءِ الباقي.
_ وقال:أحمد شوقى
قم حي هذه النيرات حي الحسان الخيرات

واخفض جبينك هيبة للخرد المتخفرات

زين المقاصر والحجال وزين محراب الصلاة

هذا مقام الأمهات فهل قدرت الأمهات

لا تلغ فيه ولا تقل غير الفواصل محكمات

وإذا خطبت فلا تكن خطبا على مصر الفتاة

اذكر لها اليابان لا أمم الهوى المتهتكات

ماذا لقيت من الحضارة يا أخي الترهات
هذا رسول الله لم ينقص حقوق المؤمنات

لم تلق غير الرق من عسر على الشرقي عات

خذ بالكتاب والحديث وسيرة السلف الثقات

وارجع إلى سنن الخليقة واتبع نظم الحياة
**** كيف نعد المرأة لأداء دورها فى الحياة :
واجب على عالم الرجال أن يؤدى دوره تجاه المرأة كما يتفق مع مقتضيات الرجولة وفروسية الكلاسيكيات المتوارثة والتي لن يغيرها الزمان يتعامل مع المرأة بمنطق ( الجنتلمان)
أن نكون سندا وعونا لهن أن نبنى عقولهن بالعلم النافع أن نقدم لهن نسقا تربويا قاعدته الإقناع والاحترام لا التجبر والاستعلاء أن نشعرها بأنها نعمة الله إلى الأرض وليست سلعة رخيصة مبتذلة أن نجعلها تميز بين النافع والضار بملك يدها تدفع الرذائل وتقاوم ما ينقص قدرها بين الناس أن نقيم بيننا وبينهن جسرا من المودة والمحبة حتى تظل نساؤنا الزهرات الفواحة أريجها ويتمكن المجتمع من النهوض والتقدم
***وأخير أختتم كلامي بحديث النبي صلى الله عليه وسلم عن النساء والذى رواه الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه(خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي، ما أكرم النساء إلا كريم ولا أهانهن إلا لئيم.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى