أقلام حرة

حاتم عامر يكتب مجرد رأى ” الشعب يواجه الغلاء” 

مع هذه الموجة الجنونية غير المسبوقة لارتفاع الأسعار والتي طالت بظلالها الوخيمة كل الشعب المصري غنيه وفقيرة وإن كان التأثير تتفاوت شدته بين طائفة دون أخرى ولكن الجميع ناله حظ من التأثر ولاحديث للناس إلا عن الدور الذى يجب أن تلعبه الدولة فى مواجهة هذه الهجمة العاتية للغلاء والحكومة من جانبها تتخذ ما تراه من اجراءات وتصدر قرارات فى محاولة منها للتعامل مع هذه الأزمة ولكن الأمور لا تسير فى الاتجاه الذى ينشده المواطن وذلك لأسباب قد تكون خارجة عن قدرة الحكومة نفسها فالأمر ليس بالسهولة التى يعتقدها كثير من الناس فقانون العرض والطلب وتكالب الناس على الشراء وغياب الضمير لدى الكثير من التجار ورغبتهم فى الثراء السريع وتحقيق أرباح باهظة على حساب الكادحين من طبقات الشعب يكون له الكلمة العليا فى كثير من الأحيان ولا يمكن الحل بسرعة
**وإنني أتساءل هل يجب علينا بصفتنا مواطنين تحت سماء هذا الوطن أن ننتظر الدولة تتعامل مع هذه المشكلة بمفردها ونصبح وقد وجدنا الدنيا قد تغيرت وعادت الأمور إلى قبل ما كانت عليه _ هذا نوع من الخيال_ لن يتحقق ولكن يجب أن تتضافر جهود المواطنين مع جهود الدولة لنصل إلى حل لهذه المشكلة التى تتفاقم يوما بعد يوم وقد يعترض القارىءعلى هذا الكلام من الوهلة معللا لاعتراضه ماذا يمكن أن يفعل الناس لمواجهة ارتفاع الأسعار ومواجهة موجة الغلاء العاتية وهذا الذى أتناوله فى هذا المقال
** أسباب ارتفاع الأسعار:
تعود أسباب زيادة الأسعار لعوامل خارجية وأخرى داخلية
1_ العوامل الخارجية:
تكمن العوامل الخارجية فى تأثيرات خارجة عن إرادتنا وتعاملنا معها ومنها:
_ تأثر سلسلة الإمدادات العالمية بالبضائع بسبب ارتفاع أسعار الطاقة والحرب الروسية الأوكرانية وارتفاع الأجور فى الدولة التى تصدر إنتاجها وتحفظ كثير من دول العالم فى تصدير إنتاجها على اعتبار أن مواطنيها هم أولى بهذا الإنتاج كما ألقت جائحة كورونا بتبعاتها أثناء فترة التوقف والمكوث فى المنازل وتوقف المصانع عن العمل فأصبح المعروض قليلا مما أدى إلى زيادة الطلب
2_ العوامل الداخلية:
ترجع العوامل الداخلية إلى قلة المعروض وزيادة الطلب وقلة المنتج المحلى الذى لا علاقة له بالاستيراد وارتفاع نسبة التضخم وجشع التجار وانخفاض قيمة الجنيه المصري مقارنة بغيره من العملات
**دور المواطن فى ضبط الأسعار مهم جدا وهذا أمر لابد منه وإذ لم يتحقق فسيظل الحال كما هو ولن يتغير وقد رصد التاريخ محاولات ناجحة لكبح جماح الأسعار فى دول مختلفة وقد أتت بثمارها المرجوة وانخفضت الأسعار فالتجارة شئنا أم أبينا المتحكم الأول فيها قانون العرض والطلب
مثال:
فى القرن المنصرم ارتفعت أسعار الأسماك فى مدينة لندن بشكل غير مسبوق فتزعمت إحدى السيدات دعوة لمقاطعة الأسماك فما كان إلا أن فسدت الأسماك واضطر بائعوها إلى بيعها بأثمان أقل مما كانت عليه آنفا
**مقترحات لمواجهة غلاء الأسعار:
1_ التوقف عن شراء السلع الترفيهية والأجهزة الكهربية التى لا داعى لشرائها فى الوقت الراهن
2_ترشيد الإنفاق والاستهلاك ففي دول الغرب التى ننظر إليها نظرة إعجاب وتقدير وهم أكثر منا ثراء ودخلا يشترون الفاكهة بالقطعة ويضبطون إيقاع الإنفاق
3_ يجب أن يقوم الحراك الشعبي بدوره فى الإبلاغ عن الفاسدين من التجار
4_البحث عن بدائل غذائية تحقق القيمة الغذائية المطلوبة بسعر أقل من السلع المرتفعة أثمانها
5_التفكير فى إنشاء جمعيات تعاونية من جموع المواطنين لبيع السلع بأسعار مخفضة تبتغى هامش ربح مقبول يستثمر فيها الناس جزءا من مدخراتهم وفى ذات الوقت تحقق لهم مكسبا شرائيا هم وأقاربهم
6_ تفعيل دور جمعيات حماية المستهلك بحيث تكون لها الأثر المطلوب فى المراقبة والتسعير العادل للسلع
** كيف عالج الإسلام غلاء الأسعار:
عالج الإسلام غلاء الأسعار بالدعوة إلى التقشف وترشيد الاستهلاك وشراء الضرورات فقط ولا يعنى التقشف والترشيد الحرمان ولكن يعنى التعامل مع الواقع بإيجابية واتباع ثقافة الاستغناء عن غير الضرورى أو استبدال سلعة بأخرى تقل عن مثيلتها فى الثمن وكان عمر بن الخطاب رضى الله عنه يقول( اخشوشنوا فإن النعمة لا تدوم )
** مبادرة لمواجهة غلاء الأسعار:
بعد شهرين تقريبا سيحل علينا شهر رمضان المبارك وهو شهر أمرنا ربنا جل شأنه فيه بضبط منهج الحياة فى كل شيء ولكن للأسف جعلنا من هذا الشهر الفضيل موسما للإكثار من الشراء والبذخ وزيادة الإنفاق لماذا لا نستغل الشهر الكريم لتقليل استهلاكنا وإنفاقنا خاصة وهو شهر الصوم الكريم ونوجه من هذا التوسط فى الإنفاق والاعتدال فيه لطمة قوية للتجار الجشعين فيقل الطلب وبالتالي تقل الأسعار
** وأخير يجب أن يراعى كل مواطن ظروف حياته ويضبط إيقاع إنفاقه وليراجع التجار أنفسهم ويعودوا إلى ضمائرهم وليعلموا أن المغالاة فى الأسعار واستغلال احتياج الناس من كبائر الذنوب هدانا الله جميعا إلى ما فيه رشادنا فى الدنيا والآخرة
بقلم
حاتم عامر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى