أقلام حرة

حاتم عامر يكتب.. مجرد رأى.. من أين يبدأ تغيير الواقع؟  

الإنسان بطبعه كائن اجتماعى يعيش فى بوتقة المجتمع يؤثر فيها ويتأثربها شاء ذلك أم أبى وجميع ما نمر به فى رحلة الحياة يسهم فى تشكيلنا العادات التى جعلناها لنا ديدنا لا ينقطع تقاليدنا المتوارثة النظم التعليمية التى ورثناها عن الآباء والأجداد سواء صحت هذه الموروثات أم اختلت فى تمام نسبتها للقيم الاجتماعية الثابتة التى هى بمثابة الميزان الذى نزن ونقيس به مقدار ما نفعل فى عالمنا هذا
_وثمة يقين يأخذنا أن البشر جميعا يريدون التغيير فى الحياة مع التحفظ على شكل هذا التغيير وحجمه بل جوهره وماهيته ودرجة اتزانه ونفعه للمجتمع أجمع فبعض البشر يريد تغييرا يتوافق مع مصالحه الدنيوية وإيثار نفسه بأكبر قدر ممكن من المكاسب والبعض الآخر يريد تغييرا يحقق النفع العام وصلاح المجتمع كله حتى ولو بدأ هذا التغيير بالذات المفردة أولا على اعتبار أن الإنسان هو اللبنة الأولى فى بناء صرح المجتمع
_منطلق التغيير فى المجتمع :
أكاد أجزم بأن أن التغيير فى الحياة يبدأ من النفس وهذا شرط أساسى للتغيير وذلك لأن هذا الشرط إلهى فى مصدره وتوجهه مصداقا لقوله سبحانه وتعالى ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)فالناس عادة عندما يتحدثون عن التغيير لا يفكرون فى ذواتهم وجعلها نقطة الانطلاق فى التغيير ولكنهم يتحدثون دائما عن عوامل خارجية ينشدون تغييرها مع أن هذه العوامل يكون البدء فى أنماط تغييرها السلوك الفردى فتغيير النفس والوصول بها إلى مرحلة المثالية الإنسانية ورفع كفاءتها فى الحياة والارتقاء بها فبذلك يكون الإنسان قد قطع شوطا بعيدا فى طريق تغيير الذات ويليه تغيير المجتمع ككل
_ فليصنع الإنسان من نفسه شيئا يفتخر به وليحافظ على عوامل التغيير لتبقى راسخة ثابتة فى مخيلته ليستدعيها وقتما شاء ولا يستصغرن كم هذا التغيير فلربما شىء بسيط فى حجمه يغير واقعا ضخما فتقبلنا للرأى الآخر تغيير للواقع تخلينا عن العادات والتقاليد البالية تغيير للواقع مواجهتنا للفساد بكل صوره وأشكاله وتصدينا لمن يصنعه ويرعاه تغيير للواقع
_سمات واجبة فى الشخص الذى يسعى للتغيير:
1_أن يكون مؤمنا إيمانا كاملا بأهمية التغيير حريصا عليه يرى فيه أملا وفجر جديدا يضىء ما أظلم من أركان الحياة
2_ أن يتمتع صاحب فكرة التغيير بمقدار كبير من الإيجابية والعقلانية والحيادية فى قرار التغيير
3_الإنسان الذى يفكر فى التغيير تنطلق بوادر التغيير لديه من نفس مشرقة بنور الأمل والتفاؤل والرغبة الصادقة فى الوصول بالذات والمجتمع إلى عالم يملأه الخير والسلام
4_عادة مايكون الإنسان الراغب بالتغيير لديه المرونة الكاملة فى تغيير الأفكار
_ فوائد التغيير الإيجابى فى حياتنا :
يؤدى التغيير الإيجابى فى حياتنا إلى تغيير سلوكيات الإنسان فى المجتمع ومن ثم فتح آفاق من الإبداع والابتكار مما يعود على الإنسان بالنفع والفائدة ثم يأتى الدور على المجتمع قاطبة فينعكس ما حققه الإنسان من تغيير على المجتمع كله فيرتقى وينهض
**وأخيرا يجب أن يكون التغيير سمتا إنسانيا يهدف إلى الارتقاء بالفرد والمجتمع مؤسسا على المصلحة العامة مقدرا لها مؤمنا بقدرات الفرد وتطلعه إلى المستقبل ويجب علينا ألا نفقد الأمل فى تغيير الواقع لأن غياب الأمل فى تغيير الواقع يعنى غياب الأمل فى تغيير النفس
بقلم
حاتم عامر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى