أقلام حرة

حاتم عامر يكتب.. مجرد رأي التكافل صمام أمان المجتمع 

التكافل هو نظام اجتماعى عرفته المجتمعات الإنسانية منذ فجر التاريخ وإن اختلفت أشكاله ونسبته وصوره بحسب أحوال المجتمع وعقائده وثقافته.

_ولكن الإسلام هو الملهم الحقيقى لفكرة التكافل فقد جعله نظاما اجتماعيا منظما شاملا لكل أوجه الحياة المادية والروحية وانطلق التكافل فى الإسلام إلى أفاق رحبة لم تعرفها أمة من الأمم أو حضارة من الحضارات قبل الإسلام ولن يصل إلى سموها ورقيها أحد فى قابل الزمان والسبب فى ذلك يرجع لأمرين :
الأول : أن المرجعية التى استندإليها نظام التكافل فى الإسلام سماوى إلهى
الثانى: أن هذا النظام جاء جامعا لكل طبقات المجتمع على اختلاف مشاربهم واتجاهاتهم ودرجة صلاحهم بل شمل فى رعايته وكنفه غير المسلمين ممن سكنوا ديار المسلمين
– وقد أثمر هذا النظام الذى اكتسب صفة المثالية ثمرات عظيمة استطاعت أن تغير المجتمع العربى إبان الإسلام تغييرا جذريا فقد تم القضاء على الفقر والعوز وأوجد مجتمعا مثاليا متحابا يسوده الوئام والأخوة الصادقة تعلو أخلاقه وشمائله يترفع عن الدنايا والمثالب
– وما دعانى أن أكتب فى هذا الموضوع ما يلمسه الجميع فى هذه الآونة من مشكلات اقتصادية طالت مصر والعالم أثرت تأثيرا شديدا على كل طبقات المجتمع علاوة على ما يعانيه المجتمع من مشكلات اجتماعية القت بظلالها الوخيمة على الناس مما يتطلب تضافرا للجهود وإعلاء لمبدأ الإيثار وتجاهل الأثرة وحب الذات حتى يتمكن المجتمع المصرى أن يتجاوز هذه المحنة ويصل مرة أخرى إلى التعافى ويغنم السلامة من تلك الخطوب
– والتكافل فى الإ سلام يعد عملا من أعمال الإيمان وطاعة مستحبة من الطاعات يفعلها المسلم فى حدود إمكاناته وطاقته حتى وإن كان ما يقدم ضئيلا
– أوجه التكافل الواجبة فى هذا الوقت:
1- تقديم الدعم والمساعدة للفقراء والمسا كين الذين باتوا يعجزون عن تدبير ما يسدون به فاقة الجوع الذى يعصر بطونهم حتى وإن وصل الأمر أن يتشارك من يملك الطعام وجبته مع أخيه فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من كان له فضل زاد فليعد به على من لازاد له)
2- سداد ديون الغارمين والغارمات وهم أناس دفعتهم الفاقة إلى الاستدانة والاقتراض ولم يتمكنوا من السداد فكان مآلهم السجون
3- التكافل بين الأقارب حماية للمجتمع من التفكك والتفرق فأصبحنا نرى أثرياء يعانون من التخمة وأقربائهم يشكون مرارة شظف العيش وضيقه فلم يمل الغنى بفيض ثرائه على خالى الوفاض من ذوى رحمه فتقطعت لحمة الرحم ولم يعد إلى وصل روابط القربى سبيل
4- التكافل بين الجيران فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( والله لا يؤمن من بات شبعانا وجاره جائع)
_وقد يتعلل البعض بأن ضيق ذات اليد مبرر للفرار من المساعدة والعون فليعلم هؤلاء أن الله سبحانه وتعالى قد امتدح فئة صالحة كانوا سادة البشر وعظماءهم هم صحابة النبى صلى الله عليه وسلم بأنهم (يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة)
– ما سبق كان حديثا عن التكافل المادى وهناك تكافل آخر لا يقل فى أهميته عن سابقه وهو التكافل المعنوى وأقصد أن نزرع الامل فى قلوب الناس _ أن نمنحهم تفاؤلا يقاومون به يأسا تسرب إلى نفوسهم فأفزعها أن نجبر خاطرا أضجه ألم الحزن والانكسار فرأى العالم من حوله أنينا وبكاء
** وأخيرا إن أردنا أن نعيش فى أمن وسلام وطمأنينة فلنجعل التكافل والتراحم بيننا أسلوب حياة وإن تمنينا المحبة والمودة شجرة وارفة الظلال تغمرنا بظلها فعلينا بالتراحم والتكافل وأختتم بقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى)
بقلم / حاتم عامر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى