حاتم عامر يكتب مجرد رأي

اثار انتباهى قرار نقيب المهن الموسيقية الجديد عقب توليه لمهام منصبه بوقف ما يدعى أغانى المهرجانات لفترة محدودة وتمنيت أن يكون القرار باتًا ونهائيًا فهذا العبث الصوتى مفسدة لا تضاهيها أية مفسدة
وقد تثير وجهة النظر تلك تعجب بعض الناس أو كثيرهم بحجة أن كل إنسان حر فى اتجاهاته وعاداته وما يسمعه وما تهواه نفسه
ولكن الأمر جد خطير فى أبعاده ونتائجه فهذه الأغانى التى لا تحمل فى شكلها ومضمونها أى نوع من الطرب والتى لا تحمل فى شكلها ومضمونها أى نوع من الطرب والتى أضحت تمثل نوعًا من الثقافة الضحلة لمستمعيها لأنها أثرت سلباعلى الشباب المصرى فقد أفقدتهم الحس الذوقى بمعانى الكلمات وحسن انتقاء الألفاظ بالإضافة إلى ما تحمله كلمات هذه الأغانى من إيحاء ات غير محمودة الفهم -كلهذا سبب إنحطاطا أخلاقيا فى مجتمع الشباب وأحيانا من يكبرهم إضافة إلى التأثير النفسى السيىء لهذه الأغانى الهابطة على من يسمعها حيث تعد دافعا للعنف والهوس الانفعالى كما يشاهده ويراه الناس بأعينهم فالتصدى والمواجهة فى هذا الشأن سيكون له الأثر فى علاج ما نواجهه ونعانيه فى زماننا هذا وكما أن الأشياء بأضدادها تعرف فالناس فى زمان غير بعيد كانو يمتلكون زوقاً وحسا راقيا بفضل ما يسمعون وما يقرأون وكنا نشاهد بسطا الناس يستمعون وهم مشدهون الى اغانى السيد أم كلثوم حتى وهى تشدو بقصائد أحمد شوقى وابى فراس الحمدانى وصاحب هذا اهتماما لا مثيل له بالشعر والنثر الادبى واصدق برهان على ذلك فكره الصالونات الادبية التى انتشرت بشكل ملفت للنظر .
وفى هذا الصدد ونحن نؤسس لجمهوريتنا الجديدة لا يفوتنا ان ننظر بكل اهتمام الى كل العناصر التى تسهم فى بناء الشخصية الانسانية خاصة ونحن نعيش الان فى عصر السماوات المفتوحة وتكنولوجيا المعلومات التى لا يمكن صدها او منعها .
يجب ان نمتلك اعلاماً قويا راقيا يسهم فى التثقيف والتعليم يقدم الحقيقة الصافية المجردة البعيدة عن الانحياذ او التوجية .
وتكون المدرسة والجامعة ميزان نزن بعلومها ومناهجها افعالنا فيتعلم الطالب والمتخرج فيها الية النقد البناء الذى يوازن من خلاله بين ما يسمع وما يقرأ .
ولا يفوتنا ونحن نبنى الزوق الفنى وجمال الحس عند المواطن ان يعود اهتمامنا باللغة العربية اكثر مما كان ندرس فنونها وادابها ونغترف من لآلى بحورها ما يقوم اللسان ونمنى ملكة التذوق والتميز بين الغث والسمين .
نعيد للرقابة على المصنفات الفنية روحها وتاثيرها ولا يعد ذلك قتلا للحريات او انتهاكا لها بقدر ما هو حفاظ على الحرومات وطهارة للاسر المصرية مما يخدش حياءها وحياء ابنائها .
يجب ان تراجع الاسرة المصرية نفسها و تعود منظومتنا القيمية التى ورثناها عن الاباء والاجداد وارتبطت بدينينا الحنيف فيخرج الى المجتمع المنتسبون لكل اسرة افرادا يشرفوننا وليكن من ضمن عناصر التربية والتوجية كل ما يتماشي مع الذوق وما لا يجرح الناس او يخدش حياءهم من ملبس او لفظ او صوت عال فج .
ولننظر الى خطابنا الدينى نجدده وننقحه ليصبح مسايراً للتوجية والتاثير فنحن نريد جيلا جديد متميزا يرفض ويستهجن كل قبيح ويتمسك ويقبل على كل ما هو جميل .
وبما ان الحكمة تنص على ان من أمن العقوبة اساء الادب ياتى القانون ليؤدى دور القوة الحاسمة لافعال الناس وفق نظام عادل حازم يعاقب المخطئ فى حق افراد المجتمع ويمنعه ان يفرض ما يريد على الناس بحجة حرية لا يفهم معناها ولا يقدرها .
حينئذ يتحقق السلام والامن الداخلى ويشعر الناس بالطمانينة وكل هذا سيكون لبنة فى صرح جمهوريتنا الجديدة التى ننشدها ونرنو اليها وتبقى مصر كما كانت اماً للحضارة والمثل والقيم العليا المتصلة بخلودها عبر التاريخ وعلى امتداد الزمان .