ضربة أمنية موجعة لتجار المخدرات في القليوبية.. تفاصيل مداهمة أكبر وكر لترويج السموم بقرية ميت العطار

في إطار الضربات الأمنية المتتالية التي تنفذها وزارة الداخلية لملاحقة تجار المخدرات والخارجين عن القانون، تمكنت الأجهزة الأمنية بالقليوبية من توجيه ضربة نوعية جديدة، أسفرت عن ضبط أكبر وكر لتجارة وترويج المواد المخدرة بقرية ميت العطار التابعة لمركز بنها، وذلك في حملة أمنية غير مسبوقة نفذها رجال المباحث في سرية تامة، وسط تنسيق أمني عالي المستوى.
الحملة التي وُصفت بأنها من أقوى العمليات الميدانية خلال الأشهر الأخيرة، جاءت بتوجيهات من اللواء أشرف جاب الله مساعد وزير الداخلية مدير أمن القليوبية، وتحت إشراف اللواء محمد السيد مدير الإدارة العامة لمباحث القليوبية، واللواء وائل متولي رئيس مباحث المديرية، في إطار خطة شاملة لتضييق الخناق على بؤر الاتجار في المواد المخدرة وضبط العناصر الإجرامية التي تروّع المواطنين.
خطة محكمة وتنفيذ خاطف
بداية الواقعة كانت مع ورود معلومات سرية للعقيد أحمد كمال رئيس فرع البحث الجنائي ببنها، والمقدم أحمد ربيع رئيس مباحث مركز بنها، حول نشاط مشبوه لأربعة عاطلين — أحدهم من قرية ميت العطار وثلاثة آخرون من مركز الباجور بمحافظة المنوفية — يتخذون من منطقة زراعية نائية بميت العطار وكرًا لتخزين وترويج المواد المخدرة، وحيازة أسلحة نارية للدفاع عن نشاطهم الإجرامي.
تم على الفور وضع خطة محكمة للمداهمة، اعتمدت على عنصر المفاجأة وسرعة التحرك، حيث تم الدفع بعدد من القوات المدربة على الموتوسيكلات الأمنية لتطويق المنطقة وضمان سرعة الانتشار دون لفت الأنظار، مع فرض كردون أمني محكم حول الموقع المشتبه به.
الاقتحام والضبط
وفي ساعة الصفر، تحرك فريق البحث بقيادة الرائد محمد صلاح والنقيب محمد رمضان معاوني مباحث المركز، وتم اقتحام الوكر في عملية خاطفة سادها الحذر والتركيز.
أسفرت المداهمة عن ضبط المتهمين الأربعة أثناء تجهيزهم كميات من المواد المخدرة لتوزيعها على عدد من العملاء.
وبتفتيش المكان، عُثر على كمية كبيرة من الحشيش والبودرة المخدرة معدّة للبيع، بالإضافة إلى بندقية خرطوش وعدد 2 فرد محلي الصنع، وكمية من الطلقات مختلفة الأعيرة.
اعترافات تكشف التفاصيل
بمواجهة المتهمين بالمضبوطات، أقروا بحيازتهم لها بقصد الاتجار، واعترفوا باستخدام الأسلحة النارية لتأمين تجارتهم غير المشروعة وحماية أنفسهم من المنافسين.
وأكدت التحريات أن المتهمين كانوا يديرون نشاطهم منذ فترة طويلة، مستغلين موقع القرية الزراعي البعيد عن أعين الأمن، قبل أن يتم رصدهم ومتابعتهم بدقة من قبل رجال المباحث.
تفاعل شعبي واسع
أهالي قرية ميت العطار رحبوا بالحملة الأمنية وأشادوا بيقظة أجهزة وزارة الداخلية، مؤكدين أن نجاح هذه العملية أعاد الطمأنينة إلى نفوسهم بعد فترة من المعاناة مع نشاط بعض الخارجين عن القانون في المنطقة.
وقال أحد الأهالي إن “الشرطة لم تكتفِ بالمداهمة فحسب، بل واصلت تواجدها في محيط القرية لساعات، ما أشعر الجميع بالأمان والثقة في عودة الانضباط”.
استمرار الحملات الأمنية
من جانبها، أكدت مصادر أمنية أن الحملات مستمرة في جميع مراكز القليوبية لضبط العناصر الإجرامية ومروجي المخدرات، تنفيذًا لتوجيهات اللواء أشرف جاب الله بضرورة تكثيف الجهود لضبط الخارجين عن القانون، خاصة في المناطق الريفية التي يحاول البعض استغلالها كمخابئ لأنشطتهم غير المشروعة.
تم تحرير محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة التي تولت التحقيق، وأمرت بحبس المتهمين 4 أيام على ذمة القضية، مع التحفظ على المضبوطات وإرسالها إلى المعمل الجنائي للفحص.
رسالة أمنية حازمة
تؤكد هذه العملية أن وزارة الداخلية ماضية في حربها ضد تجار السموم، وأنها تتابع عن قرب كل التحركات المشبوهة في القرى والمراكز، في إطار خطة الدولة الشاملة لتجفيف منابع الجريمة، وحماية المجتمع من أخطار المخدرات التي تستهدف الشباب ومستقبل الوطن.