حاتم عامر يكتب مجرد رأى..  أبغض الحلال

أبغض الحلال المستهان به بين الناس ألا وهو الطلاق بات خطرا حقيقيا يهدد استقرار المجتمع المصرى ويؤثر على استقراره واتزانه الاجتماعى والنفسى وخاصة الفئات المتأثرة بهذه القضية فطبقا للإحصائيات الرسمية لعدد حالات الطلاق فى عام 2021 المنصرم وصلت 254,000ألف و777حالة طلاق بزيادة مطردة عن عام 2020والغريب فى الأمر بل واللافت للنظر أن هذه الحالات كانت فى معظمها لم يمر على زواجهم سوى شهر أو أشهر معدودات وكانت بعض الحالات لأزواج مر على زواجهم نيف وعشرون عاما وبتتبع حالات الطلاق وما أدى إليها نجدها قد اختلفت فى صورها وأشكالها
_ أهم أسباب الطلاق :
1_ عدم فهم الأزواج لبعضهم البعض وللطبيعة النفسية والسيكولوجية لكلا الطرفين وأن المقصد الأسمى للزواج كان السكن النفسى والطمأنينة والمودة والمحبة وليس إشباعا للغرائز فحسب
2_ فى فترة الخطوبة يحاول كثير من المخطوبين التجمل بما يخالف الحقيقة ويعمل جاهدا لإخفاء عيوبه عن الآخر وما جعلت الخطوبة إلا ليعرف الطرفان لبعضهما البعض
3_ التسيد الذكورى وأنانية بعض الرجال عندما يجد شريكة حياته قد وصلت إلى مستوى تعليمى أو وظيفى أعلى منه فيبدأ فى مساومتها بدافع غير مبرر إما أن تتنازل عما وصلت إليه وإما الطلاق
4_العنف الأسرى والصراع الدائم بين الزوجين وعدم القدرة على ضبط النفس والوصول إلى نقطة نظام
5_ النقد الهجومى الدائم من أحد الطرفين أو كليهما لأتفه الأسباب والإزدراء والسخرية التى لا يمكن أن تستقيم معها الحياة ولا سيما أمام الآخرين
6_ تراكم الخلافات بين الطرفين والبناء عليها فى كل ماهو آت من مشكلات
7_ كثير من السيدات وخاصة بعد إنجابها للأطفال تتحول كلية إلى العناية بأطفالها وتنسى العناية بزوجها معتقدة أن العناية بالأطفال أوجب مع أن الزوج يحتاج منها ما يحتاجه الأطفال كما قال الشاعر نزار قبانى:
ألم تعلمى يا سيدتى أن الرجال جميعهم أطفال
8_ إهمال الوصايا الدينية التى تحث على الحفاظ على استقرار الحياة الأسرية وتغليب العقل
9_ انعدام الشعور بين الطرفين بالحب وعدم القرب من شريك الحياة مما يخلق حالة من البرود العاطفى بينهما ينتج عنه عدم تقبل أحدهما للآخر
10_ البخل من جانب بعض الرجال الذين يتناسون أن الرجال قوامون على النساء بما أنفقوا وفى ذات القضية تطلعات كثير من النساء التى لا تنتهى والنظر إلى غيرهن متناسيات ظروف زوجها المادية وعدم تقديرها لهذه الظروف
11_ العقم لدى بعض النساء وعدم تقبلهن بزواج زوجها من أخرى ليحقق رغبة الأبوة فى نفسه
12_ سوء الظن وانعدام الثقة بين الزوجين تؤدى إلى التخوين الذى يؤدى إلى الطلاق
13_ تزمت بعض المذاهب الفقهية فى مسألة وقوع الطلاق ولذا فإننى فى هذا الاتجاه أميل إلى الأراء الفقهية التى تحاول أن تكون أقرب إلى الحفاظ على الحياة الزوجية وعدم هدمها وخاصة رأى الإمام ابن حزم الأندلسى
14_ وأصل إلى اخطر أسباب الطلاق من وجهة نظرى وهى تدخل الأهل والأقارب والأصدقاء فى خلافات الزوجين فأكثرهم (وللأسف) إلى البهتان والزور أقرب وعلى الهدم أحرص وللبغضاء أنشر
_ الأثار الناجمة عن الطلاق :
1_ أثار نفسية تصيب الطرفين ولا سيما المرأة إذ يفقد الطرفان الثقة فى الآخرين وفى الزواج ذاته باعتباره مشروعا اجتماعيا بل ويحجمون عن تكرار التجربة مرة أخرى
2_ فى حالة وجود أولاد يكونون هم الضحية الأولى للانفصال لما يعانونونه من ضياع وتشتت وعدم الشعور بالأمان وتأخر دراسى وقد يصل الأمر ببعضهم إلى الانحراف والإدمان
3_ مشكلات اجتماعية وقانونية نتيجة إحجام كثير من الرجال عن إعطاء النساء حقوقها بعد الطلاق
4_ نظرا لانتشار حالات الطلاق فى المجتمع المصرى واختلاف أسبابها فإن هذه الأسباب أوجدت حالة من عدم الرغبة على الزواج لدى الذكور والإناث خوفا من الوقوع فى براثن الطلاق مما أثر سلبا على المجتمع
_ كيف يمكن علاج هذه المشكلة :
فى رأيى المتواضع يمكن علاج هذه القضية باتباع الآتى :
1_ أن يتحلى الزوجان بقدر أكبر من المرونة والتسامح والغفران وأن يتسابقا إلى هذا الأمر
2_ البحث فى أسباب الخلافات وحلها بشكل موضوعى وبسيط
3_أن يركز الزوجان على التغيير الإيجابى لحياتهما
4_ حسن اختيار الزوجة الصالحة المتزنة نفسيا واجتماعيا
5_البعد عن تحكم الأهل والأقارب
6_ أن تكون العلاقة بين الزوجين علاقة حبيبين ارتبطا ببعضهما بعقد شرعى وقانونى
_ وأخيرا يجب أن نعلم أن الطلاق لم يشرع إلا فى حالات خاصة جدا عندما تستحيل الحياة بين الطرفين ويصبح من غير المقبول استمرارها والتكيف معها لذا يجب أن نبقى للود موضعا وأن نستدعى العقل حكما ومرشدا
بقلم حاتم عامر