مجرد رأى.. الأحزاب المصرية بين النظرية والتطبيق

للأحزاب السياسية دور كبير وفعال فى المشهد السياسي فى كل بلدان العالم على اختلاف درجة تقدمها وتحضرها بل أحيانا تكون هذه التنظيمات السياسية ببرامجها وقدرتها حجر الزاوية فى النهوض ببلد والوصول به إلى التقدم والازدهار
** تعريف الحزب السياسي:
يعرف الحزب السياسي بأنه تنظيم يجمع مجموعة من الناس تربطهم أيدلوجية فكرية وثقافية وطريقة تعامل مشتركة تجاه العديد من القضايا التى تمس الوطن والمواطن فى حاضره ومستقبله يجتهدون فى التعامل مع المشكلات والقضايا الملحة التى تعوق مسيرة الوطن لوضع حلول لتلك المشكلات ثم يرتقى هذا الحل فى بنيته الفكرية ليمثل برنامجا ثابتا للحزب يمثل اتجاها سياسيا داخل المجتمع
**أهمية التعدد الحزبي:
1- الأحزاب تعمل على خلق بيئة نشطة فى ممارسة العمل السياسي
2- تعد الأحزاب صدى فعال ومؤثر فى التعبير اتجاهات الرأي العام
3- يؤدى التعدد الحزبي إلى إيجاد ند منافس للحكومة ليمنع الانفراد بالرأي
** وقد عرفت مصر الأحزاب السياسية فى مطلع القرن العشرين وقد كان لهذه الأحزاب تأثير على الحياة النيابية البرلمانية فى مصر إذ كان الحزب الفائز والذى يحصل على أكبر عدد من المقاعد هو المكلف بتشكيل الحكومة وعندما قامت ثورة الثالث والعشرين من يوليو عام 1952 تم إلغاء الاحزاب السياسية وحل مكانها ما يسمى الاتحاد القومى ثم تم استبدال هذا التنظيم بما عرف بالاتحاد الاشتراكي وفى عهد الرئيس أنور السادات تم الإعلان عن عودة الأحزاب فيما عرف وقتئذ بالمنابر الثلاث بحيث تمثل اتجاها يعبر عن اليمين وآخر لليسار وثالث للوسط وتوالى تكون الأحزاب والتي كانت فى بدايتها لا تزيد عن أصابع اليدين وفى الآونة الأخيرة أصبحت الأحزاب المصرية تربو على المائة حزب _ومع كل الاحترام لهذه الأحزاب ولأعضائها_ فهي مجهولة لعامة الشعب المصري لا يعرف عنها شيئا ولا يمت لها بصلة وذلك راجع لأسباب عدة منها :
1_ غياب هذه الأحزاب عن المشهد السياسي وعدم تأثيرها على الواقع الوطني
2__ عدم اتصالها بالجماهير وإحساسها بنبض الشارع _وبدون تحيز ربما يستثنى من ذلك الإطار حزب مستقبل وطن –فقد استطاع إيجاد قاعدة للتواصل بينه وبين الجماهير فى مناح عدة اكسبت هذا الحزب شعبية تكاد تكون مقبولة فى المشهد السياسي
3_كثير من هذه الأحزاب يقدم برامج فضفاضة غير قابلة للتحقيق أو لا تمتلك آليات التنفيذ
4- هذه الأحزاب لم تتمكن من إيجاد وسائل جاذبة للشباب وغيرهم للانضمام إليها
5- لا يوجد فى صفوف كثير من هذه الأحزاب من يمتلك كاريزما التأثير على الناخبين وكسب ثقتهم فى الانتخابات البرلمانية
6- تفتقر كثير من هذه الأحزاب إلى عنصر التمويل الذى يمكنها من الانتشار واستكمال هيكلها التنظيمي
** ماذا نريد من الأحزاب ؟
1- أن تكون تكتلات قوية تمتلك رؤية واضحة وبرامج ناجزة تتضمن حلولا متكاملة للتحديات التى تواجه الوطن
2- أن تمثل تلك الأحزاب نموذجا رائعا فى الزخم السياسي بما تقدمه للوطن من أفكار ملهمة عن طريق كوادرها الفنية التى اسست وأخرجت برامجها إلى حيز النور
3- أن تمثل فى حال عدم تواجدها على رأس الأغلبية المعارضة المحايدة الفعالة الناقدة بعين مجردة بعيدة كل البعد عن المزايدة والغلو
4- أن تكون ملجأ للشباب يفجر طاقاتهم ويستثمر إبداعاتهم بحيث يصبحون لبنات فى صرح الوطن
5- أن تكتسب هذه الأحزاب ثقة الجماهير ببرامجها ومرشحيها الذين يتقدمون إلى انتخابات مجلسي النواب والشيوخ بحيث يصبح المجلسان مجمعا لأفضل العناصر المستنيرة التى تقدم ما يفوق المنتظر منها
6- أن تمثل الأحزاب بوصلة التصحيح للمسار والطريق الصحيح بما تقدمه من نقد بناء إيجابي لأداء الحكومة
7- أن تحسن التعبير عن الاتجاهات الاتجاهات المختلفة للرأي العام المصري بكل أطيافه وطبقاته
8- تعمل على كسب ثقة المواطن بأطرها الديمقراطية وتعمل على انخراطه فى الحياة السياسية
9- أن تتبنى الأحزاب فى الوقت الراهن بعض القضايا الملحة وتقوم بالتعامل معها بشكل فعال ومؤثر وهنا تحضرني فكرة حزب الخضر فى ألمانيا إذ كانت النشأة جماعة اهتمت بالبيئة وقضاياها ثم تحولت إلى حزب سياسى مؤثر فى ألمانيا وظل يتبنى نفس القضايا التى قام من أجلها
**وأخيرا يجب أن ننظر إلى التعددية الحزبية فى مصر نظرة مغايرة عما كانت عليه فى الماضي هذه النظرة تعلى من مصالح الوطن وتعزز استقراره وتتطلع إلى تحقيق طموحاته
بقلم
حاتم عامر