أقلام حرة

مجرد رأى… الإدارة الرشيدة أساس النهضة 

الإدارة الرشيدة حجر الأساس فى صرح النهضة
نحيا الأن فى عالم متسارع الخطا لا يمكننا ونحن نبتغى التقدم والرقى والنهوض أن نسير مشى الهوينى أومشية المتخاذل الذى مازال يبجث عن عتبات الطريق أو نسير نحو مستقبل يحتاج إلى عقلية من نوع خاص بنفس العقلية القديمة تلك العقلية التى تقدس ما عفا عليه الزمان العقلية التى تؤمن بمسلمات الرجعية وترهات الماضى السحيق التى باتت من كلاسيكيات الزمان المنصرم ينظر إليها من سبقنا فى سلم التقدم والصعود نظرة متحفية لأنها لم تعد صالحة للتعاطى بأى شكل من الاشكال ونحن الآن فى مصر نمضى فى اتجاه تأسيس جمهورية جديدة تقوم على فكر جديد قوامه العلم والعمل البناء والإبداع والتميز واستنهاض الطاقات وصولا للهدف المرجو والمنشود لذا أصبح لزاما علينا أن نقيم كل مافات ونتعرض له بعين النقد والفحص واستخلاص العبر والدروس لنصل إلى قناعة ذاتية بالأسباب التى وقفت حائلا دون تقدمنا فى الماضى وأضاعت من فرصا عظيمة كانت بإمكانها نقل مصر نقلة نوعية خطيرة تستحقها وهى جديرة بها ولعل من ضمن عوائق الطريق التى وقفت حجرا عثرة كانت سوء الإدارة فى كثير من مجالات العمل المؤسسى وما يندرج تحته من كيانات تنظيمية أقل وعلى الرغم من أننا وجدنا النوايا متوفرة عند القيادة السياسية منذ قيام ثورة 23 يوليو على الدفع بمسيرة البلاد نحو الازدهار والتقدم إلا أننا كنا نجد انفصالا بين رؤية القائد وبين أداء هذه الرؤية من قبل الإدارة الأدنى ممثلة فى السلطة التنفيذية وربما كان ذلك راجعا إلى أن هذه السلطة كانت تؤدى وتطبق هذه الرؤية بروح ونهج الموظف وليس بروح ونهج الثائر على الجمود والتخلف يريد محوه وتكسيره والقضاء عليه يتعامل مع الأشياء بثبات وهدوء ولا يتعامل معها بإسلوب القائد المستنير الذى يمتلك فنون الإدارة ويعرف أسرارها وكنهها الحقيقى وآليات صنع الكاريزما التى تلهب العمل فتجعله شعلة مضاءة باستمرار سواء كان حاضرا أم غائبا
**فى مسيرة العمل هل نريد مديرا أم قائدا؟:
مما اصطلح عليه فى أدبيات علوم الإدارة ومجالات التنمية البشرية أن كل قائد وكل من يمتلك مقومات القيادة يصلح أن يكون مديرا وليس العكس بصحيح فليس كل مدير يصلح أن يكون قائدا وهذا ما يدخل فى صميم موضوعنا ونحن نسعى فى طريق التقدم ونؤسس لجمهوريتنا الجديدة نحتاج قائدا أم نحتاج مديرا ودون مصادرة منى على فكر القارىء أو اختياره سأجيب نحن فى تلك المرحلة من مسيرة العمل الوطنى نحتاج مديرا بروح القائد أو قائدا فى زى المدير
**من القائد؟
هو إنسان يمتلك طاقات إبداعية يقوم بتوظيفها فيما أسند إليه من أعمال يضع خطة مدروسة الجوانب لعمله مركزا فكره وجهده فى هذا العمل مقدرا للموقف يدرس السلبيات ليتلافاها قبل أن تقع ويتوقع الإيجابيات ليخرجها على الوجه الأكمل البناء يصل بنتائج العمل إلى مستويات قياسية من النجاح وإضافة لما سبق فإنه يمتلك رؤية واضحة المعالم لتنفيذ عمله ويضع آليات تنفيذها طبقا للمتاح وطبقا لما يمكنه تحقيقه معتمدا على ذاته وعلى فريق عمله من وسائل لإنجاح العمل
** صفات القائد المتميز:
1- يمتلك القائد الناجح المتميز رؤية واضحة يسعى لتحقيقها حتى وإن فرضت عليه رؤية فوقية فإنه قادر على أن يطبقها بروح رؤيته هو وفى نفس الوقت هو حذر من إحداث خلل فى نظم الإدارة
2- التخطيط السليم هو روح القيادة والتخطيط المنظم الدقيق هو سمة القائد الناجح الذى لا يترك شيئاتجريه الصدف والظروف
3- القائد الناجح الواثق من نفسه وقدراته يقود فريقا للعمل ولا يترأس مرؤسين يصدر إليهم الأوامر لينفذوها
4- القائد الناجح يحفز فريق عمله للعمل يمتلك طاقة مهارية تمكنه من استغلال الطاقات الإبداعية لدى فريق عمله فتتكامل هذه الطاقات مكونة منظومة النجاح والتفوق
5- القائد المتميز لا يؤدى عملا روتينيا يؤديه جالسا على مكتبه يحتسى قهوته وشايه وينتظر الأحداث طبقا لدولاب العمل اليومى بل هو هو الذى يصنع الحدث ويحدد سماته وملامحه
6- القائد المتميز فى إطار رؤيته للعمل بروح الفريق يفوض بعض صلاحياته للقادر عليها من فريق العمل وهو يعرف جيدا لمن فوض الأمر ومدى قدرته على القيام به ولا تراه يستأثر بالعمل منفردا معتقدا أن ذلك ضمانة وجوده الدائم فى منصبه
7- القائد الناجح لديه القدرة الدائمة على حل المشكلات وعدم تصعيدها للمستوى الأعلى ويتصف حله للمشكلات بالعقلانية والحل الدائم والبات ولا يعرف لغة الحلول المؤقتة
8- القائد المتميز يسعى دائما إلى القراءة فى كل مجالات المعرفة والاضطلاع على كل التجارب يسعى دائما إلى الارتقاء بمهاراته وأساليب إدارته للعمل
9- القائد يتابع الخطط التى وضعها ويلجأ إلى طرائق متعددة وبناءة للمتابعة وفى إطار ذلك لا يعرف أسلوب العصا والجزرة الذى يلجأ إليه معظم المتابعين للعمل
10- القائد المثالى هو الذى يؤدى عمله مبتغيا وجه الله تعالى مخلصا لوطنه مراعيا ضميره لا يحب ( الشو الإعلامى) ولا يبتغى بعمله إرضاء من يرأسه والتودد إليه
11- القائد المثالى هو من يقدر فريق عمله ويتعامل معهم معاملة الأخ والصديق يتقرب إليهم يبحث مشكلاتهم ويساعدهم فى حلها لا يستعلى عليهم ويعاملهم بفوقية
12- الأهم من كل ماسبق أن يجد فى نفسه القدرة على القيادة وتصدر المشهد فكم من أناس تولوا مناصب وأعمال ليست لهم وليسوا لها فكانوا فى عملهم كالمنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى ففقد احترامه بين الآخرين وتحمل وزر الحساب عما ضيع فى الآخرة
** حقائق فى طريق القيادة :
_ لا نجاح بدون هدف نبيل بناء نسعى إليه هدف يرتقى وينفع يرضى عنه الله ( وأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض)
_ لا نجاح بدون تضافر الجهود والعمل بروح الفريق وتكامل الطاقات أما سياسة الإقصاء والإبعاد لهدف فى نفس يعقوب فإنها أول مسمار فى نعش الفشل والانهيار
_إذا فقدت الإخلاص والضمير وإيمانك بالله فى مسيرة عملك ستفشل
_إذا لم تراع مرؤسيك وفريق عملك ويكونون دائما محلهم العين والقلب ستفشل وستؤكل كما أكل الثور الأبيض
**وأخيرا فإن الوطن يحتاج منا الإخلاص والضمير اليقظ الذى لا يغفل وأن يعلم كل من ندب لقيادة عمل عام أنه أمام أمر جلل لا يعذر بالتقصير فيه وفى مسئولياته وأنه محاسب حسابا عسيرا إن قصر ولم يوف ما أؤتمن عليه حقه جاء سيدنا أبوذر الغفارى إلى النبى صلى الله عليه وسلم يطلب منه أن يستعمله فى عمل من أمور المسلمين فرد عليه النبى صلى الله عليه وسلم ردا بليغا ياليت كل أصحاب المناصب يفقهوه حق الفقه فقال (يا أبا ذر إنك امرؤ ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزى وندامة إلا من أخذها بحقها فأداها) ولم يكن النبى الكريم يقصد بالضعف هنا ضعف البنية ولكن يقصد ضعف الهمة فلنتق الله فى عملنا ولنعلم أننا ممسئولون محاسبون فإذا استشعرنا هذا المعنى جاء عملنا مرضيا لربنا نافعا بلادنا فتهضت وتقدمت
بقلم
حاتم عامر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى