أقلام حرة

مجرد رأى.. الشارع المصرى يئن من أهله

مجرد رأى.. الشارع المصرى يئن من أهل

لعله من المتعارف عليه بين البشر أن ثمة مجموعة من النظم الاجتماعية والقيم المتوارثة والتقاليد الصالحة التى تعد وثيقة عقدا اجتماعيا بينهم ينظم سبل الحياة فيما بينهم ويقف فى منتصف الطريق مرشدا وموجها لهم وبمثابة ضابط للسلوك الإنسانى يمنع الجور والتعدى على حقوق الآخرين فتستقيم حركة المجتمع وتحذو حذوا رشيدا إلى التقدم والنهضة ويمكن القول أن الغرب المتقدم المتمثل فى الدول الأوربية والولايات والتى ننظر إليها بعين التقدير والإعجاب نظرا لما وصلت إليه من تحضر وسبق قد أخذت بالمفهوم السابق حرفيا وطبقته منهجا حياتيا وفاعلية معاشة بينهم فكان ما الناتج ازدهار وتنمية وتفوق حضارى اقتصادى
_وعندما ندقق النظر فى تفاصيل هذا العقد الاجتماعى الإنسانى نجد احترام حرية الآخرين وعدم العبث بحقهم فى الثوابت المشتركة بين بنى البشر ومنها حق المرور والعبور فى الطرق العامة منعا لإيذاء الناس وإيلامهم
_فالطريق العام له من القداسة والاحترام فى كل الأعراف الإنسانية مافاق الحد والتصورحفاظا على حرية الناس فى الطريق العام ويمكن أن نجد صورا وأشكالا متنوعة من الردع لكل من تسول له نفسه الاعتداء على حرمة الطريق وحق المارة فيه وقد طبقت بعض المدن الإيطالية عقوبات شديدة على من يشذ فى احترام الطريق العام منها أن من يسير فى الطريق العام ويحدث صوتا بحذائه تفرض عليه غرامة مالية باهظة لإفتئاته على حق الآخرين وحق الطريق
_* واقع الشارع المصرى:
وعندما ننظر إلى الواقع الذى يعيشه الشارع المصرى نجده يعتصر ألما لما وصل إليه حاله من تعد صارخ من قبل الناس وكأن الطريق العام أصبح بلا حق لأحد فيه من المرور الآمن والتجول بلا ضرر وأذى فصار خروج الناس وسعيهم وراء قضاء مصالحهم عبئا نفسيا وضيقا لما يرونه ويسمعونه ويواجهونه
_صور الإساءة للشارع المصرى وحق الناس فيه:
*إشغالات من أصحاب المحال والباعة الجائلين تمنع المرور وتعوق حركة الناس حتى أضحت أرصفة الشوارع كيان وجد مع إيقاف التنفيذ
*السيارات التى تسير عكس الاتجاه أو تقف فى غير ما خصص لها الوقوف فيه بالإضافة لحالة الإزعاج الرهيب التى يمارسها قائدو السيارات ضد الآمنين فى منازلهم أو الطريق مما يسبب لهم إزعاجا وتوترا
*أصوات منكرة من شباب متنطع ومن غيرهم مما فقد الاحساس بمراعاة شعور الآخرين تسبب هلعا وفزعا للناس ولا سيما الصغار من أطفالهم
*ألفاظ نابية يندى لها الجبين تؤذى الناس كبيرهم وصغيرهم رجالهم ونساءهم ومن يفعل هذا القبيح لا يجد حرجا ولا حياء فى نفسه يمنعه من ارتكاب هذا الإثم الذى يسبب خدشا لحياء الناس وتلويثا لأسماعهم من قبل شرذمة أقل ما يمكن أن نصفهم به أنهم وقحون سفلة
*الدراجات النارية وما يدعى التوكتوك والذى بات قائدوها من الأطفال الذين لا يحملون رخصا للقيادة تبرر قيادتهم لتلك الآلات والتى تعرض حياة الناس لخطر محدق بالإضافة إلى ما تحدثه من فوضى وخروج على النظام العام
*إلقاء القمامة بشكل فج فى الأماكن الخالية وعلى قوارع الطريق مما يسبب الأمراض والروائح الكريهة ويشوه المنظر العام للطرق
_**نتائج الإساءة للشارع:
_ أوجدت الإساءة للشارع حالة من الأريحية عند من عدموا ضمائرهم لأن يفاجئون كل يوم بما هو جديد من صور تعديهم على الطريق وحرمته
_ أوجدت الإساءة للطريق العام الكثير من حالات التوتر والقلق والارتباك لدى الناس مما سبب لهم الألم النفسى
_ انتشار الأمراض بين الناس نتيجة إلقاء القمامة دون وازع من ضمير
_** أسباب الإساءة للشارع:
يمكن أن نلخص أسباب الإساءة للشارع تحت المقولة الآتية (من أمن العقوبة فقد أساء الأدب )فعندما يأمن فاقدو الضمير والأخلاق العقوبة نجدهم يخرجون أسوأ ما فى جعبتهم من سلوكيات بالإضافة أن احترام الطريق العم من دواعيه التربية الصالحة والتمسك بمنظومة الدين
**كيف نعالج الإساءة للطريق العام :
1_ وضع قوانين صارمة تجرم كل نوع من أنواع الإساءة للطريق العام ماديا ومعنويا
2_ التركيز فى مناهج التعليم على احترام الطريق والقيم المتصلة به من كل الزاويا والاتجاهات
3_تجديد الخطاب الدينى والذى يكون من ضمن أولوياته التصدى لكل أشكال الإساءة للمجتمع ومنها الإساءة للطريق العام وإبراز الأوامر والنواهى التى تؤكد على احترام الطريق فى القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة
4_أن تؤكد كل أسرة عندما تقوم بدورها فى تربية أبنائها على حق المجتمع الذى يخرج إليه هؤلاء الأبناء أن يعيش فى مأمن من أذاهم وعبثهم
**وأخيرا فإن للطريق العم حرمة يجب أن تصان من كل أفراد المجتمع غنيهم وفقيرهم عالمهم وجاهلهم كبيرهم وصغيرهم وليعلم الجميع أنه كما تدين تدان فم أساء سيساء إليه ومن مكر سيمكربه وأننا إن أردنا أن نكون مع الكبار من الذين تقدموا وننظر إليهم بعين ملؤها الإكبار والإعجاب فالأحرى بنا أن نبدأ باليسير من أمور حياتنا وأن نعامله ونتعامل معه ككبار الحوادث وأن يكون ديننا مرجعا لنا يوجهنا ويرشدنا إلى الطريق القويم ولنأخذ حديث الرسول صلى الله عليه وسلم لنا مرجعا (إماطة الأذى عن الطريق صدقة)
بقلم
حاتم عامر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى