مجرد رأى.. ماذا بعد مؤتمر المناخ ؟

كتب:_حاتم عامر
ماذا بعد مؤتمر المناخ ؟ هذا هو السؤال الذى يجب أن يكون أكثر إلحاحاً فى كل الأوساط فى كل بلاد العالم سواء على المستوى الرسمي المتمثل فى القادة والحكومات والمنظمات المعنية بشأن المناخ والحفاظ على الكوكب أو على المستوى الشعبي والذى يشمل جموع المواطنين المتأثرين بحالة المناخ سلباً وايجاباً .
أما على المستوى الرسمي فقد انقضت اثنا عشر يوماً من البحث الوئيد فى تفاصيل كثيرة وحوارات فنية متخصصة شارك فيها رؤساء ووزراء وحكام دول وصدرت وعود وتعهدات بمساعدة الدول الأكثر تضرراً وخاصة فى أفريقيا كما اختتمت الفاعليات بتوصيات وقرارات أرجو أن يكتب لها التحقق حتى يمكن إنقاذ البشرية مما آلمها و أنهكها وغير معالمها .
ولكنني سأتناول موضوع مؤتمر المناخ من زاوية أخرى فأنا مواطن مصري شعرت بالفخر عندما وقع اختيار الأمم المتحدة على بلادي لتستضيف مؤتمر COP27 ورأيت حجم الاستعداد الضخم الذى استمر لفترة طويلة لنصل إلى النجاح الضخم الذى شهد به القاصي والداني وأعتقد أن القيادة السياسية عندما اتخذت قرارها باستضافة المؤتمر قامت بتقدير موقف سليم لما يعود على مصر بالفائدة وأعتقد أن قرار الرئيس الأمريكي بايدن بمنح مصر 500 مليون دولار مشاركة مع ألمانيا لإنتاج الهيدروجين الأخضر والتحول نحو الطاقة المتجددة النظيفة خير شاهد على ذلك .
والآن انتهى المؤتمر أولًا : يجب أن نفكر بطريقة أكثر واقعية وأكثر استفادة لنستفيد من الحدث وهذه بعض الأمثلة :
1- أن نستثمر التنظيم المنقطع النظير فى الدخول إلى عالم سياحة المؤتمرات بما ينعش اقتصادنا .
2- نحاول توظيف الزخم السياسي الذى حققه المؤتمر للتواصل مع المنظمات الدولية المعنية بالمناخ والتغيرات البيئية لمساعدتنا فى علاج ما يحتاج علاجًا فى هذا المجال على أرض مصر .
3- أن نقيم شراكة مع الدول المتقدمة نضمن بها مساعدتنا فى إنتاج الهيدروجين الأخضر .
4- أن تدخل مصر فى تكتل سياسي تدعو إليه بصفتها رئيس الدورة 27 للمؤتمر يشمل هذا التكتل الدول المؤثرة والدول المتأثرة من أزمة المناخ وبالطبع فإن هذا الدور سيحقق لمصر مكاسب تقنية وعلمية تفيدها فى مواجهة تأثيرات المناخ .
ثانيًا : على المستوى الشعبي المحلى ما دورنا بصفتنا مواطنين فالحكومة لن تفعل كل شى وهى ليست مسئولة عن كل شيء .
فكيف تنظم مؤتمراً بهذا الحجم يدعو للحفاظ على الكوكب وتلافى آثار التلوث على البيئة وشوارعنا خالية من النظافة بل ويعمل كثير من الناس على نشر وسائل التلوث فى كل مكان فالأجدر بنا أن نحافظ على بيئتنا نظيفة خالية من كل مصادر التلوث وهذا بدوره سيحقق مكاسبًا عظيمة .
ستعود علينا بالنفع الكبير ولعل فى مقدمتها السياحة والتى يقبل مرتادوها على البلاد النظيفة .
وهذه بعض الإجراءات التى يمكن أن يتخذها المواطنون ومنظمات المجتمع المدني للحفاظ على البيئة .
1- التوسع فى زراعة الأشجار وأسطح المنازل والمصالح الحكومية والمدارس والمساكن غلى آخره . وهنا أشير إلى تجربة رائدة قام بها مجمع مدارس الشبان المسلمين الخاصة ببنها بقيادة الأستاذ مصطفى عبدالحميد فرج الممثل القانونى لمجمع المدارس والذى قام بزراعة أسطح المدرسة بأنواع مختلفة من الزراعات وكان هذا من بضع سنوات .
2- العمل على تدوير المخلفات وتحويلها إلى مواد جديدة صديقة للبيئة .
3- استخدام الدراجات الهوائية وممارسة رياضة المشي لتلافى آثار عوادم السيارات .
4- أن يتجه أصحاب المصانع الملوثة للبيئة إلى معالجة هذا الأمر بتركيب مرشحات وفلاتر لمعالجة الآثار المترتبة على هذه العوادم وأخيرا يجب أن يتجه المجتمع كله إلى التوعية البيئية حتى يساعد بعضنا البعض فى محيطنا المجتمعي ، فى المدرسة ، فى المسجد ، فى الكنيسة وفى كل مكان .
وفى هذا الصدد أشير إلى تجربة رائدة فى مجمع مدارس الشبان المسلمين قامت بها معلمة جليلة هى نيفين السيد نزيه رئيس قسم الدراسات فقبل انعقاد المؤتمر بعام كامل بدأت تعد للحدث وقادت فريقًا من نجباء مدرسي الدراسات استعدوا للحدث كيف يرشدون طلابهم كيف يحولونهم إلى أصدقاء للبيئة يحافظون عليها عقدوا لهم ورش عمل ندوات حتى صار طالب الشبان المسلمين يتنفس الدراسات عشقًا وحبًا وأضحى يدرك أن عليه واجبًا ومسئولية ينبغي عليه الحفاظ عليها ونظمت بين الطلاب بحثا عن توصيات المؤتمر وما أتفق عليه فى المؤتمر .
فلنعمل معًا على الحفاظ على بيئتنا فهذه فطرتنا التى خلقنا الله عليها وهذه أوامر ديننا الحنيف التى أمرنا باتباعها.
حفظ الله كوكبنا وحفظ مصرنا من كل مكروه .
بقلم ،،
حاتم عامر