مجرد رأي ” بناء المواطن وبناء الوطن”
كتب حاتم عامر
بناء المواطن وبناء الوطن تلك إشكالية يتجاذبها طرفان الأول: نخبة مثقفة تركز على أولوية بناء الإنسان باعتباره حجر الزاوية وراء أى تقدم وتطور وتنمية والثانى: الحكومة التى تركز على بناء الوطن فى البداية لأن هذا البناء سيصب بدوره فى مصلحة المواطن ويلبى كل طموحاته وأحلامه وأمانيه لأن البقوة الاقتصادية والتعمير والنهضة مرتكزات للارتقاء بالإنسان
-ولايمكن تخطئة أحد الطرفين فالجميع صادق فى النوايا والإخلاص ولكننى من وجهة نظر متواضعة أميل بل أنحاز إلى أن يكون بناء الإنسان سابقا ما عداه وأن يكون البناء شاملا لكل جوانب الشخصية الإنسانية عندئذ يمكننا تحقيق طموحات الوطن وأحلامه بسرعة البرق فكل فرد قد عرف دوره ومسئولية تجاه وطنه وأصبح قادرا أن يدلى بدلوه فى مسيرة البناء والتقدم وفى رأيى هذه أهم محاور إعداد المواطن الذى يستطيع النهوض بالوطن والأخذ بيده إلى أفاق المستقبل الرحبة
1- المواطنة الصالحة
من خلال غرس حب الوطن وقيمته فى نفس الإنسان هذه القيمة تربط المواطن بالتاريخ والحضا رة الموروثة وما يمثله الوطن هذا الوطن من ثقل فى مسيرة البشرية ودور الإنسان فى استكمال هذه المسيرة وتفدمها وتزيل من الأفهام والعقول ما يردده أصحاب المذهب النفعى من الناس أن الوطن قيمته بقيمة ما يعطيه لأبنائه من مكاسب مادية ويجب ربط قيمة المواطنة بالدين والإيمان
2-التعليم:
يجب أن يكون التعليم سلاحا فعالا فى هدم الخرافة وسيىء العادات والأخلاق بحيث يصبح الأداة الفعالة فى خلق الشخصية المثالية الصالحة المثقفة الواعية القادرة على النقد البناء التى تؤمن بالعلم وأهميته وضرورة العمل للمستقبل تسعى للعلم من أجل العلم وليس من أجل شهادة للبحث بها عن وظيفة ويواكب هذا نظام تعليمى جديد قائم على البحث والتجريب والفهم واستقصاء كل جوانب المعرفة ويجب أن يتماشى مع هذا النظام معايير واضحة لتقييم الطلاب وترتيبهم فى أنواع التعليم المختلفة حسب قدراتهم ومواهبهم ومهاراتهم واختيار المعلمين الأكفاء الصالحين لأن يكونوا ورثة الأنبياء فقد قال رسول الحق _صلى الله عليه وسلم _ (( إنما بعثت معلما))
3- الخطاب الدينى:
الدين وسيلة لسعادة الإنسان ورقيه فى الدارين وليس أداة للغلو والتطرف والإرهاب ومعاداة الناس والـتأله عليهم وليس مظهرا وسمتا ورداء يخالف الآخرين ولكنه المعاملة لقوله _ صلى الله عليه وسلم _ (( الدين المعاملة)) ولن يتحقق هذا الفهم وتطبيقه إلا من خلال غرس المنهج الوسطى المعتدل الذى يراعى مستجدات العصر وأحواله ولعل الأزهر الشريف هو خير يلقى على عاتقه تأصيل مبدأ الوسطية فى الشخصية المصرية
4- العمل:
من أسس بناء الشخصية القادرة على حمل مسئولية الوطن أن تكون قادرة على حمل مسئولية نفسها من خلال العمل المتقن المثمر المنتج مهما كان هذا العمل مادام شريفا فالشخصية التى تعرف قدر العمل وأهميته وتؤديه بشكل راق متميز تنهض بوطنها لذا فمن الواجب حث الشباب على العمل وتفديره بل تقديسه
5- التخلص من الفساد:
هناك مفهوم خاطىء راسخ فى العقل الجمعى المصرى أن الفساد مرتبط دائما بكبار المسئولين مع أن الموظف والعامل الذى يهمل عمله ولا يهتم به فاسد والذى يظلم غيره فاسد والذى يبدل ويغير الحقائق فاسد والأب الذى لا يرعى أبناءه ولا يحسن تربيتهم فاسد إذن من المهم أن يترسخ المعنى الحقيقى للفساد بكل صوره وأشكاله فى نفس الإنسان حتى ينشأ صالحا يبتعد عن كل ما يشينه ويزعزع مكانته فى الحياة ومقصد وجوده فى الحياة
6- الواجب:
المجتمعات التى يلتزم أفرادها بأداء الواجب يقل فيها المطالبة بالحقوق كما يرى الأستاذ / عباس العقاد لذلك يجب غرس قيمة أداء الواجب لذاته فى نفوس الناشئة حتى يشبوا وهم موقنون أداء الواجب سيجلب إليهم الحقوق دون طلبها
7- الأسرة المستنيرة :
بما أن الزواج نظام اجتماعى يمثل شراكة بين اثنين يهدف إلى تكوين لبنة فى صرح المجتمع يجب عقد دورات تدريبية لكل زوجين مقبلان على الزواج يتعلمان من خلالها كيفية تربية الأطفال والارتقاء بهم حتى لا تخرج إلينا الأسر ما نراه الآن من تدن وانحطاط أخلاقى فهذه بضاعتكم ردت إليكم
8-القانون:
المواطن الذى ينشأ وهو يقدر دور القانون ويوقن أنه صمام الأمان للمحافظة على سلامة المجتمع وأنه يطبق على الجميع لا يمكن أن يخالف هذا هذا القانون أوينتهك بندا من بنوده
9- الأحزاب:
المشاركة الحزبية ودور الأحزاب الفعال ببرامجها المتنوعة المتنوعة والتى تتماشى مع اتجاهات الشباب ورؤاهم يمكن لها الإسهام فى صقل الشخصية المصرية وتميزها
10- الحرية:
الحرية المسئولة الواعية التى تحترم الآخر وتفهم معنى الا ختلاف الذى لا يفسد للود قضية التى تؤمن بمقولة (بودلير) أديب فرنسا العظيم حريتك تنتهى عندما تبدأ حرية الآخرين هذه الشخصية قادرة على الإبداع والتميز
_وأخيرا يجب أن تتضافر كل جهود المصريين شعبا وحكومة لنبنى مواطنا صالحا يؤمن بربه ويؤمن بوطنه ناهض به يتمتع بأخلاق فاضلة وشخصية مثالية القسمات خالية من العيوب والمثالب.