شيخ الأزهر ووزير التربية والتعليم: ترسيخ القيم الدينية والأخلاقية في نفوس الطلاب ضرورة وطنية وتربوية
كتبت :إيناس اسامة
في لقاء جمع بين فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، جرى التأكيد على أهمية تعزيز القيم الدينية والأخلاقية لدى النشء، وجعلها جزءًا أساسيًا من المنظومة التعليمية في مصر، سواء من خلال المناهج أو من خلال دور المدرسة كمؤسسة تربوية واجتماعية تؤثر في تشكيل شخصية الطالب.
وشدد الجانبان على أن بناء الإنسان لا يقتصر على تنمية المعارف العلمية والمهارات الأكاديمية، بل يشمل أيضًا ترسيخ المبادئ الروحية والقيم الأخلاقية التي تُسهم في إعداد جيل واعٍ، متوازن فكريًا ونفسيًا، وقادر على التفاعل مع تحديات العصر دون التفريط في هويته أو انتمائه الثقافي والديني.
دور تكاملي بين الأزهر والتعليم
خلال اللقاء، تم التأكيد على ضرورة تعزيز التعاون والتكامل بين المؤسسات الدينية وعلى رأسها الأزهر الشريف، والمؤسسات التعليمية الرسمية، بما يضمن أن تكون القيم الدينية والأخلاقية حاضرة بشكل فعّال ومؤثر في كل مراحل التعليم. وناقش الطرفان آليات إدماج هذه القيم في المناهج الدراسية بطريقة منهجية وعلمية، تراعي الفروق العمرية والنفسية بين الطلاب، وتُقدم بأسلوب تربوي حديث يشجع على التفكير والنقاش، لا الحفظ والتلقين.
كما أكد الجانبان أهمية تأهيل المعلمين ليكونوا قدوة صالحة في غرس هذه القيم، وأن يتلقوا تدريبًا متخصصًا في الجوانب التربوية والأخلاقية، إلى جانب مهاراتهم الأكاديمية، ليتمكنوا من نقل الرسائل الأخلاقية والدينية إلى الطلاب بطريقة فعالة ومحببة.
مواجهة التحديات المجتمعية من خلال التربية
أشار فضيلة شيخ الأزهر إلى أن أحد أهم أسباب ما يواجهه المجتمع من تحديات فكرية وسلوكية هو ضعف الدور التربوي في المؤسسات التعليمية، مؤكدًا أن المدرسة لا يجب أن تكون مجرد مكان لتلقي المعلومات، بل بيئة تفاعلية تُسهم في تنمية الوعي، وبناء الضمير، وصقل الشخصية المتزنة. وأضاف أن الأزهر الشريف مستعد للتعاون الكامل في إعداد مواد تعليمية مساندة، أو المشاركة في ورش عمل تستهدف المعلمين والطلاب على حد سواء.
من جانبه، أكد وزير التربية والتعليم أن الوزارة تولي اهتمامًا كبيرًا بتحديث المناهج بما يتماشى مع متطلبات العصر، دون الإخلال بالقيم الدينية والوطنية الراسخة. وشدد على أن استراتيجية التعليم الجديدة تهدف إلى بناء شخصية متكاملة للطالب، تجمع بين العلم والأخلاق والانتماء.
مبادرات مستقبلية مشتركة
واتفق الطرفان على ضرورة وضع خطة عمل مشتركة بين الأزهر ووزارة التربية والتعليم، تتضمن إطلاق مبادرات تربوية داخل المدارس، تهدف إلى تعزيز القيم الإيجابية مثل التسامح، والصدق، والانضباط، وقبول الآخر، والعمل الجماعي، ومواجهة العنف والتنمر. كما سيتم تشكيل لجان مشتركة من المتخصصين في العلوم التربوية والدينية لوضع تصور شامل لتطوير المقررات التي تتناول الجوانب الأخلاقية والدينية.
رؤية وطنية لبناء الإنسان
ويأتي هذا اللقاء في سياق التوجه الوطني العام نحو بناء الإنسان المصري بناءً متكاملًا، وهو ما أكدته القيادة السياسية مرارًا، باعتبار التعليم والتربية من أهم أركان النهضة الحقيقية للدولة. وفي هذا الإطار، تُعد الشراكة بين الأزهر ووزارة التربية والتعليم نموذجًا مهمًا للتعاون بين المؤسسات الوطنية في سبيل تنشئة أجيال قادرة على تحمل المسؤولية، ومتمسكة بالقيم الإنسانية الرفيعة.
ختام اللقاء
وفي ختام اللقاء، أعرب الجانبان عن تطلعهما لترجمة هذه الرؤى إلى خطوات عملية على أرض الواقع، مؤكدين أن غرس القيم في نفوس الطلاب هو مسؤولية وطنية ومجتمعية مشتركة، تسهم في حماية الشباب من الأفكار المتطرفة، وتدفع نحو مجتمع أكثر تماسكًا، يسوده الاحترام والانتماء والتكافل.
